السلطات المغربية: ارتفاع عدد قتلى السيول في إقليم آسفي إلى 37
كشفت مصادر فنزويلية رفيعة المستوى، أن ناقلة النفط الضخمة سكيبر التي استولت عليها الولايات المتحدة عسكريا في البحر الكاريبي، في 4 ديسمبر الماضي، مملوكة لرجل أعمال روسي يعمل في مجال الطاقة، ويدعى فيكتور ارتيوموف، واستأجرتها شركة متعددة الجنسيات، مقرها في العاصمة النيجيرية أبوغا.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن كراكاس لم تخسر قيمة ما كانت تحمله الناقلة من نفط يقدر بـ1.9 مليون برميل من النفط الخام، حيث سدد للحكومة الفنزويلية قيمة الصفقة كاملة قبل التحرك من ميناء خوسيه، لافتة إلى أن من أبرز ارتدادات هذه العملية، وقف إتمام صفقات عدة لتصدير النفط الخام من كراكاس، لفترة قادمة ليست قليلة.
وكانت قد قالت مصادر مطلعة الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة تستعد لاعتراض المزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي، في أعقاب احتجاز ناقلة نفط مؤخرا، وذلك في إطار زيادة الضغوط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وشهدت واردات النفط الخام الفنزويلي انخفاضاً إلى نحو 130–150 ألف برميل يوميا خلال الأشهر الأخيرة، مقارنة بما كان يُستورد في ظل نظام تراخيص النفط في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، الذي بلغ حوالي 300 ألف برميل يومياً.
وقال مصدر سياسي فنزويلي رفيع المستوى، إن ناقلة النفط سكيبر التي استولت عليها واشنطن عبر عملية كوماندوز منذ 10 أيام، مملوكة لرجل أعمال روسى يستثمر في مجال النفط ، يدعى فيكتور ارتيوموف، نافيا ما تردد عن أن كميات النفط التي كانت محملة بها الناقلة، مباعة إلى الصين لدعم كوبا.
وبين المصدر لـ"إرم نيوز"، أن النفط المحمل لم يكن متوجها إلى دولة بعينها ولكن يتم البيع عبر الشركة التي تستأجر الناقلة إلى جزر تابعة لدول صغيرة في الكاريبي والأطلسي، وأن قبل استيلاء الكوماندوز الأمريكي عليها ، تم تفريغ 200 ألف برميل في جزر صغيرة وتبقى 1.7 مليون برميل، قامت واشنطن بـ"سرقتهم" على حد وصف المصدر.
وفسر المصدر بالقول إن عمل هذه الناقلة هو تفريغ النفط بكميات تتراوح ما بين 20 إلى 50 ألف برميل في جزر تابعة دول صغيرة في الكاريبي والمحيط الأطلسي، ليس لديهم قدرة تخزينية لكميات ضخمة من النفط وتعتمد على هذا النوع من الناقلات التي توزع آلاف البراميل بالتجزئة، الأمر الذي يعتبر عملية بيع مربحة للشركة المتعاقدة مع الناقلة.
وذكر المصدر أن هذا النوع من الناقلات، يقوم بتفريغ النفط في الجزر الصغيرة بهذا النمط، عبر عملية بيع بزيادة عن السعر العالمي بنسبة تصل أحيانا إلى 40% ، لافتا إلى أن كراكاس حصلت على قيمة براميل النفط المباعة قبل خروجها من ميناء خوسيه.
وأردف المصدر أنه سيكون للعملية الأمريكية انعكاسات سلبية تؤثر على إبرام شركات تسويق نفط، تعاقدات مع الحكومة الفنزويلية خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان الفنزويلي السابق، عادل الزغير، إن هذه العملية فضحت أمام العالم غرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الحصار الذي فرضه على فنزويلا والضربات لسواحل الدولة من البر والبحر، وهو الاستيلاء على النفط وليس محاربة عصابات المخدرات، والإدعاء بأنها تهدد بلاده.
وأوضح الزغير في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه العملية تعكس الأزمة المتورط فيها ترامب أمام الرأي العام، بعدم القدرة على إسقاط نظام الرئيس نيكولاس مادورو، وعدم توفر إمكانيات القيام بعمل عسكري، ليقبل على هذه العملية التي تحمل تعديات على أسس القانون الدولي، مما يعكس إنفلات تصرفاته.
ويتوقع الزغير لجوء واشنطن إلى وسيلة ضغط أخرى بعد الاستيلاء على ناقلة النفط، بتوجيه ضربات جوية وبحرية لمؤسسات الطاقة في الداخل، أملا في أن يمثل ذلك ضغط على مادورو وأن يقدم الأخير تنازلات بشأن مستقبل النفط الفنزويلي على المدى القصير.
واستبعد عضو لجنة الدفاع والأمن بالبرلمان الفنزويلي السابق، أن يكون توجيه ترامب ضربات بحرية وجوية إلى الداخل كما هو متوقع ، بمثابة تمهيد لعملية عسكرية برية في ظل قوة مشاة لا تتجاوز 15 ألف عنصر أمريكي في دولة تصل مساحتها ما يقارب مليون كم.
واستطرد أن الصدمة التي يواجهها ترامب بشدة ولم يضعها في الحسبان، التورط أمام الرأي العام الداخلي والمجتمع الدولي، بضرورة الذهاب لإسقاط النظام في فنزويلا ورفع صوته بتهديدات الحرب وفي النهاية وصل إلى مرحلة ضرورة القيام بعملية عسكرية في الداخل، وهو لا يستطيع التوجه إلى هذا العمل، نظرا لما تحمله الأرض في الداخل من معادلات لا يقدر عليها.