logo
العالم

"خيارات محدودة".. "شيفرون" تعزز موقف واشنطن في فنزويلا وتكبل مادورو

نيكولاس مادورو المصدر: رويترز

أثارت خطوة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بالاستيلاء على ناقلة نفط فنزويلية خاضعة للعقوبات غضب حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، لكن خيارات الرد العملي أمامه تبقى محدودة. 

ويشير المحللون إلى أن أي هجوم على مصالح النفط الأمريكية أو شركات مثل شيفرون في فنزويلا سيضر بالنظام نفسه، في حين أن التلويح بالتصعيد العسكري أو البحري يبقى ضعيف المصداقية بسبب ضعف قدرات البحرية الفنزويلية وقدرة واشنطن على  الرد السريع. 

كما أن النفوذ الخارجي لموسكو وبكين وطهران محدود، ما يجعل أمام مادورو خيارات ضيقة تقتصر على التدابير الرمزية أو تعديل سياسات داخلية قد تكشف ضعف النظام أمام الولايات المتحدة.

يرى محللون تحدثوا لشبكة "فوكس نيوز" أن نظام مادورو يمتلك خيارات محدودة للرد عمليًا دون أن يلحق الضرر بنفسه.

مهاجمة المصالح النفطية 

وقال الخبراء إن مادورو قد يهاجم مصالح النفط الأمريكية في فنزويلا، لكن هذه الخطوة ستلحق ضررًا أكبر بنظامه الذي يعاني من نقص السيولة مقارنة بالولايات المتحدة.

وأضافوا أن مادورو قد يوقف رحلات الترحيل المستأجرة من قبل الولايات المتحدة، إلا أن هذه الخطوة ستعود عليه بمزيد من الضرر لمصالحه الخاصة.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب: الضربات البرية على فنزويلا ستبدأ قريبًا

وقلصت شركات النفط الغربية وجودها بشكل كبير في فنزويلا، موطن أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات، إلا أن شركة شيفرون الأمريكية تواصل عملها في فنزويلا بموجب ترخيص، مع شرط ألا يستفيد نظام مادورو مالياً مباشرة من أنشطتها، حيث تُقدّم له نصف إنتاجها النفطي كدفعة، وفقاً لتقارير متعددة.

وقال متحدث باسم شركة شيفرون، إن عمليات الشركة في فنزويلا "تتم بما يتوافق بالكامل مع القوانين واللوائح السارية، بالإضافة إلى أطر العقوبات التي فرضتها حكومة الولايات المتحدة".

وشهدت واردات النفط الخام الفنزويلي انخفاضاً إلى نحو 130–150 ألف برميل يومياً خلال الأشهر الأخيرة، مقارنة بما كان يُستورد في ظل نظام تراخيص النفط في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، الذي بلغ حوالي 300 ألف برميل يومياً. 

وتشير بيانات شركة "كيبلر" إلى أن أغلب صادرات فنزويلا حالياً تتجه إلى آسيا، لا سيما الصين، عبر وسطاء.

وأبدت حكومة مادورو دعمًا كبيرًا لاستمرار عمليات شركة شيفرون في فنزويلا، لأن هذا الترتيب يضمن تزويد البلاد بعشرات الآلاف من البراميل يوميًا بأقل استثمار ممكن من شركة بتروليوس دي فنزويلا المملوكة للدولة.

 ويشير محللون إلى أن الواقع الحالي يقيد بشكل كبير قدرة مادورو على المناورة، وأن أي هجوم على شيفرون سيستهدف أولاً مصدر إيراداته الأساسية.

أما الخيار الآخر، المتمثل في التصعيد العسكري أو البحري، فيُعد على نطاق واسع أقل جدوى. فقد استلمت فنزويلا زوارق هجومية صغيرة إيرانية الصنع مزودة بصواريخ مضادة للسفن، مما أثار التكهنات بأن مادورو قد يهدد السفن الأمريكية أو سفن الحلفاء.

أخبار ذات علاقة

حاملة طائرات أمريكية في الكاريبي

المخاوف تتصاعد.. الجيش الأمريكي ينفذ طلعات جوية فوق ساحل فنزويلا

التصعيد العسكري 

أما الخيار الآخر، المتمثل في التصعيد العسكري أو البحري، فيُعد على نطاق واسع أقل جدوى. فقد استلمت فنزويلا زوارق هجومية صغيرة إيرانية الصنع مزودة بصواريخ مضادة للسفن، مما أثار التكهنات بأن مادورو قد يهدد السفن الأمريكية أو سفن الحلفاء.

لكن البحرية الفنزويلية تعاني من أعوام من الإهمال في الصيانة، ويفتقر أسطولها للقدرة على مواجهة القوات الأمريكية المنتشرة في البحر الكاريبي، وأي تصعيد عدواني في البحر من المحتمل أن يثير ردًا عسكريًا أمريكيًا يفوق قدرة النظام على التعامل معه.

لا تملك الهيئات الإقليمية نفوذاً يُذكر على قانون العقوبات الأمريكية، وحتى الحكومات الداعمة في روسيا والصين وإيران من غير المرجح أن تتدخل إلا بإصدار بيانات ناقدة. بكين، التي تُعد الآن الوجهة الرئيسية للنفط الخام الفنزويلي، لديها مصالح اقتصادية على المحك، لكن ليس لديها سوى القليل من السبل العملية للطعن في إجراءات الإنفاذ الأمريكية.

لا تمتلك الهيئات الإقليمية أي نفوذ يذكر على تطبيق قانون العقوبات الأمريكية، وحتى الدول الداعمة مثل روسيا والصين وإيران من غير المرجح أن تتخذ أي إجراءات عملية، واكتفائها يقتصر على إصدار بيانات انتقاد فقط. 

وبالنسبة لبكين، الوجهة الرئيسية الحالية للنفط الفنزويلي، فهي تواجه مصالح اقتصادية كبيرة لكنها تملك خيارات محدودة للطعن في تطبيق العقوبات الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يمين) ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو

خطاب فنزويلا المتحدي.. رهان على صبر ترامب أم دفع نحو "المواجهة الحتمية"؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC