بدأت بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (SAMIDRC) تنفيذ عملية انسحابها التدريجي من مدينة غوما، الواقعة في إقليم شمال كيفو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك بعد أكثر من عام من انتشارها لمساندة الجيش الكونغولي في التصدي لتمرد حركة "إم 23"، بحسب ما أوردته مجلة "جون أفريك".
ونقلت المجلة عن مصادر عسكرية تأكيدها أن أولى القوافل التابعة للبعثة غادرت بالفعل باتجاه تنزانيا عبر الأراضي الرواندية، ضمن خطة انسحاب مرحلية تشمل إعادة انتشار القوات والمعدات.
وبحسب التقرير، "شوهدت شاحنات تحمل حاويات وزوارق سريعة ضمن قافلة ضمت نحو عشرة مركبات، رافقتها الشرطة العسكرية الرواندية خلال مرورها داخل الأراضي الرواندية".
ومن المقرر أن تقطع هذه القوافل أكثر من 500 كيلومتر براً، وصولاً إلى مطار جيتا في مدينة شاتو شمال تنزانيا، وهي إحدى الدول المساهمة في البعثة. ومن هناك، ستُنقل القوات جواً، وعلى رأسها الكتيبة الجنوب أفريقية الأكبر عدداً، إلى مدينة بلومفونتين في جنوب أفريقيا.
وفي تصريح لموقع "Business Day"، قال أحد الجنود المشاركين في العملية، إن الانسحاب تم "بسرعة نسبية رغم التخطيط المسبق"، مضيفًا: "لا أحد يشتكي، الجميع سعيد بالعودة إلى الوطن".
ووفقاً للمجلة فإن هذا الانسحاب جاء عقب اتفاق تم توقيعه في 28 مارس/ آذار الماضي بين قيادات SAMIDRC وحركة "إم 23"، التي بسطت سيطرتها على مدينة غوما منذ أواخر يناير/ كانون الأول.
ولفت التقرير إلى أن الخطة الأصلية كانت تقضي بتنفيذ الانسحاب عبر مطار غوما الدولي، إلا أن تجدد الاشتباكات في المدينة يوم 11 أبريل/ نيسان، والأضرار التي لحقت بالمطار، دفعت البعثة إلى اعتماد مسار بديل عبر رواندا.
ورغم سماح كيغالي بمرور القوات عبر أراضيها، فإن السلطات الرواندية كانت قد وجهت اتهامات متكررة لقوات "SAMIDRC"، متهمة إياها بالانحياز إلى صف الجيش الكونغولي و"جماعة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" (FDLR) المعارضة. وقد عرضت وسائل إعلام رواندية لقطات مصورة من عملية الانسحاب.
ويأتي انسحاب بعثة "SAMIDRC" في توقيت بالغ الدقة، أمنياً ودبلوماسياً، إذ أصبحت القوة غير قادرة فعلياً على أداء مهامها بعد خسارة مدينة غوما، وسط غياب التنسيق الفعال والدعم اللوجستي اللازم، ما وضع الجيش الكونغولي في مواجهة مباشرة مع حركة "إم 23" دون غطاء إقليمي، كما جاء في التقرير.
وفي محاولة للتقليل من وقع الانسحاب، صرّح الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا بالقول: "يجب ألا يُنظر إلى هذا الانسحاب على أنه هزيمة"، في إشارة إلى نهاية مهمة عسكرية وُصفت بالفاشلة، خاصة بعد الخسائر البشرية التي لحقت بها، حيث فقدت البعثة 18 جندياً خلال المعارك الأخيرة في غوما.