logo
العالم

بعد معارك غوما.. متمردو الكونغو يخططون للتقدم نحو كينشاسا

بعد معارك غوما.. متمردو الكونغو يخططون للتقدم نحو كينشاسا
مقاتلون من "إم 23" في غوماالمصدر: رويترز
08 فبراير 2025، 2:50 م

في ظل تصاعد التوترات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أعلن المتمردون من حركة (إم 23) المدعومون من رواندا عن نيتهم التقدم نحو العاصمة كينشاسا للإطاحة بنظام الرئيس فيليكس تشيسكيدي.

أخبار ذات علاقة

المتمردون في الكونغو الديمقراطية

رواندا: الكونغو الديمقراطية تخطط لـ"هجوم واسع النطاق" ضدنا

ورغم الحماسة التي أبدتها القيادة المتمردة، يواجه هذا الطموح العديد من التحديات العسكرية والجغرافية التي قد تجعل تحقيقه أمرًا بالغ الصعوبة، بين الصراع المستمر في الشرق، وتصاعد الانتقادات للنظام في كينشاسا، وفق مراقبين.

ويبقى السؤال: هل سيتمكن المتمردون من تحقيق أهدافهم الطموحة أم أن الواقع الميداني سيحول دون ذلك؟

ووفقاً لتقرير صحيفة "لو فيغارو الفرنسية"، فإنه في 29 يناير، وفي فندق فاخر بمدينة غوما، التي سيطر عليها متمردو الحركة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أعلن قادة المتمردين عزمهم الاستمرار في "مسيرة التحرير حتى كينشاسا"، العاصمة الكونغولية. 

الطريق إلى كينشاسا

وأكد التقرير أنه رغم الحماسة التي أبدتها القيادة المتمردة، يبدو أن التقدم نحو العاصمة سيكون معقدًا، حيث تفصل أكثر من 2000 كيلومتر بين غوما وكينشاسا، وهي مسافة كبيرة في بلد يعاني من نقص الطرق المناسبة. 

كما تواجه القوات المتمردة صعوبة في تمدد عملياتها إلى الداخل الكونغولي، في وقت تركز فيه على تأمين مناطق قريبة من الحدود الرواندية، بما في ذلك مدينة بوكافو، العاصمة الاقتصادية للمنطقة.

من جانبه، قال مصدر عسكري في كينشاسا إن "عدة آلاف من المتمردين لا يمكنهم الاستيلاء على مدينة تحتوي على 17 مليون نسمة"، مستذكراً "محاولات سابقة لاقتحام العاصمة، مثل تلك التي جرت في العام 1996، حيث كشفت أن المسافة والظروف اللوجستية تلعب دورًا حاسمًا."

الدعم الرواندي

ويقدّر عدد مقاتلي حركة (إم 23) بين 2000 و3000، وتقول التقارير إن القوات الرواندية التي تدعمهم تتراوح بين 3000 و4000 جندي. 

كما يتلقى المتمردون الدعم من وحدات رواندية أخرى وصلت، مؤخرًا، إلى المنطقة.

 ويرى الباحث الفرنسي في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، تييري فير كولون، أن قوات الحركة بدأت تظهر بعض علامات الضعف.

في المقابل لفت تقرير الصحيفة الفرنسية إلى تراجع المعنويات في صفوف القوات الكونغولية كذلك، التي يُقال إن عدد أفرادها في الشرق لا يتجاوز 7000، حيث تدور الشكوك حول قدرة الجيش على التصدي لتقدم المتمردين. 

وفي هذا السياق، أشار العديد من المراقبين إلى تزايد حالات التخاذل والانسحاب من صفوف القوات الحكومية.

التحديات السياسية

كما يعاني النظام الكونغولي إضافة إلى التحديات العسكرية من تآكل الدعم الشعبي، فالرئيس فيليكس تشيسكيدي يواجه تزايد الانتقادات بسبب عدم قدرته على إنهاء العنف المسلح في شرق البلاد رغم وعوده الانتخابية. 

وتزداد هذه الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعبّر العديد من الكونغوليين عن استيائهم من غياب الدعم الحكومي للمتضررين من النزاع.

وفي هذا السياق، أشار إريك بيسيليو، المحامي والناشط السياسي، إلى أن "شعب الكونغو يعاني من شعور بالإحباط من النظام الحالي". 

وأضاف أن "الكثير من الشباب في العاصمة يشعرون بالجوع والبطالة، وفي الوقت نفسه لا يظهر الرئيس اهتمامًا حقيقيًا بالمأساة الإنسانية في الشرق" وفق تعبيره.

التداعيات الإقليمية

وفيما يستمر الصراع في الشرق، يبقى السؤال مفتوحًا حول التداعيات الإقليمية لهذا النزاع.

أخبار ذات علاقة

مشهد من الأحداث الأخيرة في الكونغو

"رقم صادم".. الأمم المتحدة تكشف حصيلة معارك الكونغو

وبدوره، حذّر جان بيير لاكرو، رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، من خطر تصاعد الأزمة إلى صراع إقليمي أوسع. 

وأضاف أن الدول المجاورة مثل أوغندا وبوروندي وجنوب أفريقيا، التي تدعم الكونغو، لن تتساهل مع طموحات رواندا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC