بدأت، صباح اليوم السبت، في إيران مراسم التشييع الرسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قُتلوا بضربات إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، بمشاركة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، احتشدت جموع غفيرة للمشاركة في "التشييع التاريخي" للقادة والعلماء الإيرانيين البارزين الذين قُتلوا بالهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت ومواقع إيرانية حيوية وتمكنت من اغتيال أسماء قيادية بارزة.
وشمل التشييع 60 شخصية إيرانية قُتلوا في الحرب، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، إلى جانب عدد من كبار الضباط والعلماء، أبرزهم محمد مهندي طهرانجي، وزوجته.
يعد حسين سلامي من أبرز القادة الذين فقدتهم إيران في الحرب الأخيرة، وكان يشغل موقع قائد الحرس الثوري الإيراني، بتعيين من المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2019.
وقد طلب منه المرشد الإيراني في مرسوم التعيين أن يعمل على "تعزيز القدرات الشاملة والجاهزية في جميع المجالات"، إضافة إلى "توسيع الإدارة القائمة على الأسس المعنوية". ويُعد سلامي ثامن قائد للحرس الثوري منذ تأسيسه بعد ثورة فبراير (شباط) 1979.
وكان يُعرف بأنه من أبرز القادة المتشددين في هذه القوة، وقد هدد مراراً بتدمير إسرائيل، كما وجّه تهديدات لأوروبا بتغيير استراتيجية إيران الصاروخية.
كان باقري قائداً سابقاً في جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وشغل منذ عام 2016 منصب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية التي تشرف على كل أفرع القوات المسلحة.
وفي منصبه كرئيس لهيئة الأركان، أمسك اللواء باقري بمفاتيح قيادة الحرس الثوري والجيش وقوات الشرطة، بعدما تدرج في الهيكلية العسكرية منذ الحرب العراقية الإيرانية خلال الثمانينيات.
في عهده، عززت إيران قدراتها الصاروخية وبرنامج الصواريخ الباليستية الذي بدأ الحرس الثوري تطويره منذ أعوام طويلة، إضافة إلى برنامج الطائرات المسيرة الذي أصبح من أهم برامج المسيرات في العالم. ومن تصريحاته وصفه إسرائيل بأنها "ورم سرطاني" في المنطقة.
كان حاجي زاده قائد القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري. وحددته إسرائيل باعتباره الشخصية المحورية المسؤولة عن توجيه الهجمات الجوية عليها.
وفي عام 2020، تحمّل حاجي زاده المسؤولية عن حادث إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، الذي حدث بعد فترة وجيزة من شن إيران ضربات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق رداً على ضربة أمريكية بطائرات مسيّرة قتلت قاسم سليماني القائد السابق في الحرس الثوري.
شغل رشيد منصب رئيس "مقر خاتم الأنبياء"، وهو الاسم الذي يطلق على غرفة العمليات المشتركة في هيئة الأركان. وقد شغل سابقاً منصب نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية وحارب في صفوف إيران خلال حرب الثمانينات مع العراق.
ويُعد رشيد من أقدم قيادات الحرس الثوري المشرفين على العمليات الخارجية منذ تشكيل وحدة "رمضان" في 1983، التي شكّلت لاحقاً نواة تأسيس "فيلق القدس".
ويحمل رشيد، البالغ من العمر 68 عاماً، رتبة لواء ويُعد من القادة المخضرمين في الحرس الثوري ومن الموالين لخامنئي.
كان عباسي دوائي، وهو عالم نووي، رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في الفترة من 2011 إلى 2013، وهو من غلاة المحافظين، وكان عضواً في البرلمان من 2020 إلى 2024.
ويعد عباسي من بين أكثر السیاسیین المطلعين على البرنامج النووي الإيراني؛ نظراً لترؤسه المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في عهد محمود أحمدي نجاد. ونجا من محاولة اغتيال في 2011 وأصيب بجروح بالغة.
طهرانجي كان عالماً نووياً ورئيساً لجامعة آزاد الإسلامية في طهران. ويعد أحد أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، وكان من القيادات الأكاديمية المهمة في المؤسسات الإيرانية، كما أسهم في تأسيس عدد من الهيئات العلمية.
أدرجته وزارة الخارجية الأمريكية عام 2020 في قائمة عقوباتها لدوره في تصنيع النووي الإيراني.
يذكر أن مراسم التشييع بدأت عند الثامنة صباحا وسط طهران، وصولا إلى ساحة آزادي (الحرية) التي يتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة، ويحظى بمكانة رمزية في الذاكرة الجماعية للإيرانيين، حيث ستقام مراسم قصيرة.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو مواكب المشيعين في نعوش ملفوفة بالأعلام الإيرانية وعليها صور القادة باللباس العسكري.