إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
أعلنت إيران فجر يوم الجمعة، مقتل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع داخل إيران.
وُلد محمد حسين أفشردي عام 1959 في منطقة قرب ميدان خراسان في طهران، وقضى طفولته ومراهقته هناك، وتعود أصوله إلى قرية "أفشرد" في محافظة أذربيجان الشرقية، وبدأ نشاطه في الحرس الثوري عام 1980 ضمن وحدة الاستخبارات، وشارك في الحرب العراقية-الإيرانية.
ومحمد باقري هو الشقيق الأصغر لحسن باقري (الاسم الحقيقي: غلام حسين أفشردي)، أول رئيس لاستخبارات وعمليات الحرس الثوري.
ويروي محمد سبب تغيير لقبه العائلي قائلاً: "في الشهر الأول من الحرب، ذهبت إلى الأهواز، وأخبرني أخي أن اسمه تم تغييره إلى حسن باقري حفاظًا على السرّية. حاولت استخدام اسمي الحقيقي، لكن الشبه الكبير بيننا كان واضحًا، لذلك اضطررت لتغيير اسمي إلى محمد باقري احترامًا لأخي، وبقي الاسم معنا حتى اليوم".
وكان محمد باقري طالبا في آخر سنة من المدرسة الثانوية حين اندلعت الثورة، والتحق بعدها بجامعة البوليتكنيك لدراسة الهندسة الميكانيكية، لكنه غادر الجامعة بعد إغلاقها إثر "الثورة الثقافية" في ربيع عام 1980، والتحق بالحرس الثوري في صيف نفس العام.
ويحمل باقري درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة "تربية مدرس"، ويُدرّس في الجامعة العليا للدفاع الوطني، بالإضافة إلى مسؤوليته الإدارية، كما أنه أحد مؤسسي جمعية الجغرافيا السياسية الإيرانية إلى جانب شخصيات مثل محمد باقر قاليباف ويحيى رحيم صفوي وغلام علي رشيد.
وبدأ باقري مسيرته العسكرية في الحرس الثوري الإيراني عام 1980، وشارك خلال الحرب الإيرانية-العراقية كأحد عناصر هذا الجهاز.
وما بين عامي 2002 و2014 تولى منصب نائب رئيس قسم الاستخبارات والعمليات في هيئة الأركان العامة، ومن 2007 حتى 2016 شغل منصب نائب منسق مقر "خاتم الأنبياء" المركزي، ومن 2014 إلى 2016 تولى مسؤولية الشؤون العامة والمشتركة في هيئة الأركان.
وتولى باقري خلال مسيرته المهنية، عدة مناصب قيادية على رأسها، رئيس استخبارات وعمليات القوات البرية للحرس الثوري، ورئيس استخبارات مقري كربلاء و"خاتم الأنبياء"، ورئيس إدارة الاستخبارات في هيئة الأركان.
وفي عام 2008، رُقي محمد باقري إلى رتبة لواء إلى جانب مصطفى إيزي، ويُعد من القادة النادرين الذين حصلوا على هذه الرتبة قبل توليهم رئاسة الجيش أو هيئة الأركان العامة.
وفي الـ28 من شهر حزيران/يونيو لعام 2016، عيّنه المرشد الأعلى علي خامنئي رئيسًا لهيئة الأركان العامة خلفًا لحسن فيروزآبادي.
وشارك باقري في التخطيط لعمليات كبرى مثل الهجوم الذي نفذه الحرس الثوري عام 1996 داخل الأراضي العراقية لمسافة 10 كيلومترات، ضد قواعد حزبي "كومله" و"الديمقراطي الكردستاني" الإيرانيين، وقاد أحمد كاظمي تلك العمليات، التي تضمنت أكثر من 200 وحدة.
وبعد أحداث العنف في جامعة طهران عام 1999، وقّع باقري على رسالة موجهة إلى الرئيس محمد خاتمي مع 23 من قادة الحرس الثوري، أبدوا فيها نفاد صبرهم، وهددوا ضمنياً بالتدخل إن لم تُعالج الاضطرابات.
وجاء فيها: "نُعلن بكل احترام ومودة أن صبرنا قد نفد، ولن نسمح لأنفسنا بالتحمّل أكثر من ذلك إذا لم يُتخذ إجراء عاجل".
من أفكاره المثيرة للجدل رؤيته الاستراتيجية لتطوير سواحل مكران، حيث قال في مؤتمر بمدينة جابهار "لدينا من سواحل مكران إمكانية الوصول المباشر إلى المياه الدولية ومنها إلى القطب الجنوبي، دون وجود أراضٍ فاصلة، ويمكننا وفقًا للقوانين الدولية المطالبة بالسيادة على جزء من القطب الجنوبي".
ومن أبرز مؤلفاته وتحقيقاته العسكرية والاستراتيجية، هي: تحليل استراتيجية الحرب الوقائية الأمريكية في جنوب غرب آسيا، والمبادئ الفعّالة لعمليات القوات البرية الإيرانية في الحروب المتكافئة وغير المتكافئة، واستراتيجيات التصدي لحرب أمريكية محتملة ضد إيران في الخليج، ونموذج ردع طالبان في مواجهة الحرب الوقائية الأمريكية على أفغانستان عام 2001.
إلى جانب تحديد العوامل المؤثرة في إدارة الحدود، والتهديدات الجيوسياسية التي تؤثر على استراتيجية الدفاع الإيراني تجاه تركيا، وتأثير الجغرافيا السياسية الشيعية على النفوذ الإيراني، والاستراتيجية الدفاعية الإيرانية في الخليج، وتعريف الحدود السيبرانية واستراتيجيات إدارتها، والنظام الإقليمي في الشرق الأوسط.
إضافة إلى الفروقات القانونية بين قانون المناطق البحرية الإيراني لعام 1993 واتفاقية قانون البحار الدولية لعام 1982، والتحليل الجيوسياسي لمنطقة القوقاز، والآثار السياسية لتخصيص سواحل مكران للاستثمار المحلي.
يحمل محمد باقري عدة أوسمة وشارات رسمية تُزين زيه العسكري، ولا تشمل هذه الفئة الجوائز المدنية أو غير الرسمية.
وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه بتهمة التورط في هجمات في لبنان والأرجنتين.
كما فرضت كندا عليه عقوبات في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2022 بتهمة انتهاك حقوق الإنسان، وشملت العقوبات تجميد أصوله ومنعه من دخول البلاد.
وفي الشهر ذاته، أدرجته الاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات بسبب إرسال طائرات مسيّرة إلى روسيا لاستخدامها في الهجمات على أوكرانيا، وشملت أيضًا تجميد أصوله وحظر سفره.
في حين أدرجته سويسرا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2022، ضمن قائمة العقوبات لدعمه الحرب الروسية في أوكرانيا.