logo
العالم

تعويضات "حرب الـ12 يومًا".. مطلب إيراني يهدد بعودة التصعيد

تعويضات "حرب الـ12 يومًا".. مطلب إيراني يهدد بعودة التصعيد
شخص يمر أمام لافتة في طهرانالمصدر: غيتي إيمجز
01 أغسطس 2025، 10:38 ص

رأى خبراء استراتيجيون ومختصون في الشأن الإيراني أن الشرط الذي طرحته طهران أخيراً، والقاضي بضرورة موافقة واشنطن على تعويض إيران عن الأضرار التي لحقت بها خلال "حرب الـ12 يومًا"، قبل استئناف المحادثات النووية، قد يشكّل استفزازًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويؤدي إلى تعطيل خطوات التفاوض الجارية، بل وربما يسرّع من اندلاع "حرب ثانية" أكثر شراسة.

وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الإدارة الأمريكية تعتبر هذا المطلب، الذي وصفه وزير الخارجية الإيراني عباس  عراقجي بـ"الشرط المسبق"، محاولة موجهة للرأي العام الداخلي الإيراني، في ظل إدراك طهران أن لا خيار أمامها سوى الرضوخ للشروط الأمريكية، تجنبًا لمواجهة عسكرية جديدة قد تكون أشد فتكًا من الحرب السابقة، خاصة في ظل دعم إسرائيلي معلن.

وكان عراقجي قد صرّح، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز"، أن على الولايات المتحدة القبول بتعويض إيران عن خسائرها في الحرب الأخيرة، كشرط مسبق للدخول في أي مفاوضات نووية جديدة مع إدارة ترامب، في ما اعتُبر تشديدًا إضافيًا للموقف الإيراني.

وتأتي تصريحات عراقجي بعد مطالبات من عدد من أعضاء البرلمان الإيراني لإسرائيل والولايات المتحدة بدفع تعويضات عن الهجمات التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.

"بروباغندا"

ويقول المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، إن هذا الشرط الصادر عن طهران يندرج ضمن "عنتريات" النظام الإيراني، الذي يدرك أنه في حالة ضعف، وأن الولايات المتحدة هي الطرف الأقوى، لكنه لا يمتلك سوى الصوت العالي و"استعراض العضلات"، على حد وصفه.

أخبار ذات علاقة

ترامب وإيران.. مناورة تأجيل أم حسابات ما بعد الضربة؟

"لا تبدي استعدادا للتفاوض".. ترامب يلوح بضربات جديدة لإيران

وأضاف الحيدري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إيران اعتادت على طرح شروط غير واقعية وإطلاق تهديدات مناقضة للواقع، كما سبق أن زعمت أنها ستزيل إسرائيل خلال 7 دقائق، لتأتي الردود من الأخيرة عبر اغتيال قادة إيرانيين، واستهداف البنية التحتية والعسكرية لطهران، ما أدى إلى انهيارها خلال حرب الأيام الـ12.

وأشار إلى أن مثل هذه الشروط الإيرانية تأتي في إطار "البروباغندا" الإعلامية، في وقت أصبحت فيه طهران أضعف من أي وقت مضى، وستجد نفسها مضطرة للقبول بالمفاوضات والخضوع للشروط الأمريكية، تجنبًا لحرب ثانية قد تكون أكثر شراسة بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتابع الحيدري أن واشنطن تتعامل مع هذا الشرط بوصفه موجّهًا للداخل الإيراني، خصوصًا بعد أن اختبرت تأثير "الضربة الواحدة" التي طالت المفاعلات الإيرانية وأثبتت فاعليتها.

واستكمل بالقول إن إيران ستخضع في نهاية المطاف للشروط الأمريكية؛ لأن النظام يعيش أضعف مراحله اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، بينما الشارع الإيراني بات في حالة تأهب.

من جهته، يؤكد الخبير الاستراتيجي راغب رمالي أن خطورة مثل هذه الشروط تكمن في أنها تستفز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد تؤدي إلى تأخير خطوات يجري العمل عليها ضمن إطار التفاوض، وفي الوقت نفسه تسرّع من وتيرة الانزلاق نحو الحرب.

وأوضح رمالي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن طهران تتعامل مع هذا النوع من الطلبات ضمن أسلوب "المراوغة" الذي اعتادت استخدامه مع ترامب خلال ولايته الأولى، إلا أن ما لم يدركه المسؤولون الإيرانيون حتى الآن هو أن ترامب في ولايته الحالية ليس كما كان سابقًا.

أخبار ذات علاقة

صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي للعلم الإيراني

على رأسها أمريكا.. 14 دولة غربية تتهم إيران بتهديد أمنها القومي

وأضاف أن أهداف ترامب هذه المرة وخططه ووعوده، لن تتاح له فرصة تنفيذها خلال ولاية ثالثة، ولذلك فإن المسار الوحيد أمامه هو الإسراع في اتخاذ خطوات حاسمة، كما يتضح من مؤشرات التصعيد باتجاه الحرب مع إيران. وكلما ظنت طهران أن أساليب المراوغة ما زالت ممكنة، وأن أوراقها التفاوضية تمثل ضغطًا، فإنها ستكون في واقع الأمر تواجه تهديدًا وجوديًا متزايدًا.

واستطرد رمالي قائلًا إن أحد الأدلة على أن ترامب لن يتعامل بمرونة مع مثل هذه الشروط، هو أنه يسابق الزمن لتنفيذ وعوده، وعلى رأسها إنهاء ملف إيران النووي، بعكس ولايته الأولى التي كانت تمهيدية في بناء مواقفه وتحضير سياساته للمرحلة التالية.

ولفت إلى أن الملف الإيراني يعد من أكثر الملفات حساسية بالنسبة لواشنطن، نظراً لتأثيره المباشر على أمن إسرائيل، وبالتالي فإن خروج طهران بمثل هذه الشروط سيفسَّر لدى ترامب على أنه عدم جدية في التفاوض، ما سيدفعه مجددًا نحو الخيار العسكري لحسم الملف النووي الإيراني ووقف أي تهديد محتمل لإسرائيل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC