هاجم كاتب ومحلل سياسي إسرائيلي الحكومة لاستمرار ما وصفه بـ "مسيرة الحماقة التي ترفض أن تنتهي"، معتبرا أن إسرائيل باتت "طاغية" في نظر الرأي العام العالمي.
وقال المحلل الإسرائيلي أفي يساخاروف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "حملة المقاطعة الدولية، التي تتسع في الجامعات والمهرجانات والمجالات الرياضية، ليست سوى دليل آخر على التدهور العميق لصورة إسرائيل".
وأضاف أن "أحدث الابتكارات السياسية" التي طرحت من قبل الحكومة الإسرائيلية التلويح بضم أجزاء من قطاع غزة، ما اعتبره "أحد أكثر الادعاءات المفلسة".
وأوضح أن ذلك "لا علاقة له بالضغط على حماس بقدر ما يهدف إلى تهدئة الغضب داخل الائتلاف اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو، وإرضاء شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بعد قرار الحكومة استئناف إيصال المساعدات لغزة".
ورأى المحلل الإسرائيلي أن ضم مناطق من غزة "لن يغير موقف حماس التفاوضي، ولن يعيد الرهائن، لكنه قد يمنح نتنياهو فرصة للبقاء السياسي عبر تقديم إنجاز وهمي لحلفائه".
وأشار إلى أن هذا الخيار "سيفاقم عزلة إسرائيل دوليا، وسيجلب ضغوطا هائلة لإنهاء الحرب، وقد يكون تمهيدا لمشاريع استيطانية في غزة. وفي المقابل، تبدو حماس غير معنية بهذه التصريحات، بل ربما تستغلها لصالحها".
وأكد يساخاروف أن "الحل الوحيد القابل للتطبيق حاليا يتمثل في نشر قوة عربية ـ فلسطينية في غزة، تشرف عليها السلطة الفلسطينية".
وقال إن "مثل هذا الخيار قد يرغم حماس على التراجع دون الحاجة إلى حرب شاملة، خاصة إذا رافقه دعم عربي صلب، وقد يشكل مدخلا لنزع سلاحها تدريجيا" وفق قراءته.
وبحسب يساخاروف، فإنه "بينما تستنزف الحرب موارد إسرائيل السياسية والعسكرية، وتفاقم عزلتها الدولية، تتمسك القيادة الحالية بخيارات غير واقعية، ترضي المتطرفين لكنها لا تقرب أي حل"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي "يغوص أكثر في حرب بلا أفق، بلا نصر، وبلا نهاية قريبة".
