logo
العالم

مرشح خارج النظام.. من هو تييموكو أسالي الحالم برئاسة ساحل العاج؟

مرشح خارج النظام.. من هو تييموكو أسالي الحالم برئاسة ساحل العاج؟
المرشح لرئاسة ساحل العاج تييموكو أنطوان أسالي المصدر: Wikimedia commons
24 يوليو 2025، 7:53 م

يبرز المرشح لرئاسة ساحل العاج تييموكو أنطوان أسالي كوجه مختلف تماماً عن الطبقة السياسية التقليدية، إذ يأتي من خارج عباءة الأحزاب التقليدية، ويتشح بتجربة طويلة في الصحافة الاستقصائية، وسجل حافل بالدفاع عن السجناء والمهمّشين، بحسب تقرير لمجلة "جون أفريك". 

وتقول المجلة إن تييموكو أنطوان أسالي وجه سياسي غير تقليدي، لا ينتمي لأي من النخب الحزبية المعروفة، بل ينطلق من هوامش المجتمع مسلحًا بتاريخ نضالي في الصحافة الاستقصائية والدفاع عن المهمشين والسجناء.

وتضيف: "هو رجل خرج من السجن لا ليطلب العفو، بل ليطالب بالتغيير، ويقود اليوم حملة شعبية واسعة لجمع التزكيات، ساعيًا إلى كسر المعادلات القائمة وطرح بديل ميداني حقيقي".

ووصفت المجلة أسالي بـ "المرشح خارج النظام"، في إشارة إلى قطيعته الواضحة مع منظومة الحكم التقليدية، وتأكيدًا على مسيرته المليئة بالصدامات مع السلطة، حيث اختلطت تجربته في الصحافة والنشاط المدني بمعاناة  السجون ومرافعاته عمن لا صوت لهم.

نشأته

وولد أسالي عام 1975 في مدينة تياسالي، الواقعة بين أبيدجان وياموسوكرو، في منطقة البحيرات.

ونشأ في كنف الريف، بعيدًا عن صخب العاصمة، وهي خلفية اجتماعية ساهمت في تشكيل خطابه السياسي القريب من نبض الناس، وفق المجلة.

وقال التقرير: "بعد تخرجه من جامعة كوكودي بشهادة في القانون والإدارة العامة، كان يحلم أن يصبح قاضيًا، غير أن حلمه اصطدم بواقع فاسد حين طُلبت منه رشوة لدخول المدرسة الوطنية للإدارة. تلك الحادثة شكّلت منعطفًا مفصليًا، اختار بعده أن يحارب الظلم بدلًا من أن يكون جزءًا من بنيته".

أخبار ذات علاقة

الحسن واتارا في مؤتمر للحزب الحاكم

ساحل العاج.. تحالف "مفاجئ" قد يغير خريطة المعارضة والمشهد السياسي

 صراعه مع السلطة

في عام 2007، كتب مقالًا بعنوان "العدالة، المجرمون والفساد"، كشف فيه ممارسات الفساد في الجهاز القضائي، مما أدى إلى سجنه لمدة سنة بتهمة "إهانة القضاء" و"التشهير بالنيابة".

وأشارت المجلة إلى الصحفي المرشح: "لم يصمت خلف القضبان، بل حوّل سجنه في ماكا إلى ساحة نضال قانوني، دافع فيها عن العشرات من السجناء المظلومين، وأسهم في إطلاق سراح أكثر من 60 منهم"، مبينة أنه "داخل الزنزانة، أسّس مكتبًا صغيرًا للاستشارات القانونية، واكتسب احترامًا واسعًا في أوساط السجناء".

وتابعت: "بعد خروجه من السجن في 2008، أوفى بوعده لرفاقه وأسس منظمة "SOS العدالة في ساحل العاج"، التي نظرت في قضايا المحتجزين، قبل أن يوسّع نشاطه عبر جمعية "حياتي في وعيي"، المخصصة لمكافحة البطالة وتعزيز الوعي المدني".

 وفي 2011، دخل عالم الصحافة من بوابة "الفيل الغاضب" (L’Éléphant Déchaîné)، صحيفة استقصائية مستوحاة من "لو كنار أونشينيه" الفرنسية، حوّلها إلى منصة لفضح الفساد السياسي والإداري، وواحدة من أكثر وسائل الإعلام نفوذًا وجدلًا في البلاد، وفقا للمجلة.

أخبار ذات علاقة

السياسي المعارض في ساحل العاج شارل بلي غوديه

رغم ماض مثير للجدل.. "جنرال الشارع" يعود إلى الواجهة في ساحل العاج

ويرى التقرير أن تحول أسالي من الصحافة إلى السياسة جاء بعد أن أدرك "لا شيء يتغير حقًا رغم قوة ما كشفته مقالاته"، ليخوض أول تجربة في الانتخابات النيابية عام 2016، قبل أن يفوز برئاسة بلدية تياسالي في 2018، ثم نال مقعدًا نيابيًا في 2021.

كما أُعيد انتخابه رئيسًا للبلدية عام 2023 رغم منافسة شرسة مع الحزب الحاكم.
ويتحدث التقرير عن أسالي الذي يضع نصب عينيه اليوم رئاسة الجمهورية، بعد أن أطلق في 5 يوليو / تموز الجاري حملته لجمع التزكيات الدستورية، متنقّلًا بين 17 منطقة إدارية، يلتقي الناس وجهاً لوجه، ويتحدث إليهم بلغة بسيطة تلامس احتياجاتهم.

ويستند في هذا التوجه إلى حركة سياسية أسسها باسم "كوت ديفوار اليوم وغدًا" (ADCI)، تعد بإعادة بناء العلاقة بين المواطن والدولة على أسس الحكم الرشيد، الشفافية، واستقلال القضاء.

ويتعاون المرشح مع شخصيات مستقلة بارزة مثل المحافظ السابق لأبيدجان فنسنت توه بي، في محاولة لتشكيل قطب سياسي يتجاوز الانقسامات التقليدية ويعيد رسم ملامح الحياة السياسية في كوت ديفوار.

ولفتت المجلة إلى أن الأنظار في الدولة الأفريقية تتجه اليوم "نحو الفيل الغاضب، ذلك الصوت القادم من الهامش، الذي قد يربك حسابات الكبار، ويعيد الاعتبار لمن تم إسكاتهم طويلًا".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC