تؤدي موانئ أبيدجان وسان بيدرو دورًا حيويًا ومتكاملًا في تعزيز الاقتصاد الإيفواري، إذ يشهد كل منهما تطورًا لافتًا يواكب النمو التجاري على المستويين الوطني والإقليمي.
وتسهم هاتان البوابتان البحريتان الرئيستان في دعم الاقتصاد، الذي يسجل نموًا سنويًا يتجاوز 6% منذ نهاية جائحة "كوفيد-19"، وفقًا لمجلة "جون أفريك" الفرنسية.
وبحسب المجلة، فإن ميناء أبيدجان، الذي يحتفل بمرور 75 عامًا على إنشائه، لا يزال المحور الرئيس لحركة التجارة في البلاد، إذ يعالج ما يقرب من 75% من المبادلات الخارجية لساحل العاج.
بينما يبرز ميناء سان بيدرو، الذي يطفئ شمعته الـ53 شهر أيار/مايو الجاري، كأكبر ميناء لتصدير الكاكاو في العالم، ما يجعله ركيزة استراتيجية في الاقتصاد الإيفواري.
ونشأ الميناءان في سياقات مختلفة، إذ أسس ميناء أبيدجان في خمسينيات القرن الماضي عقب حفر قناة "فريدي"، التي مكنت من إنشاء ميناء عميق المياه، وفقًا للمجلة.
وخضع الميناء لتحديثات متواصلة، أبرزها في عام 2022 حين تم افتتاح محطة الحاويات الثانية "Côte d’Ivoire Terminal"، بتمويل بلغ 450 مليون دولار من تحالف يضم شركة "Africa Global Logistics" وشركة "APM Terminals" التابعة لمجموعة "ميرسك" العالمية.
أما ميناء سان بيدرو، فقد أُنشئ عام 1971 في إطار سياسة تنموية أطلقها الرئيس الراحل فيليكس هوفويت بوانيي؛ بهدف إعادة التوازن الاقتصادي بين مناطق البلاد.
ويتحول الميناء اليوم تدريجيًا إلى منصة إقليمية لتصدير المنتجات الزراعية والمعدنية، مثل القطن المالي، والخشب الغيني، وزيت النخيل الليبيري. وفي سبتمبر 2022، شهد الميناء تطورًا لافتًا بافتتاح محطة صناعية متعددة الأغراض باستثمار بلغ 200 مليون يورو من قبل شركة "Arise".
وفي الوقت الذي يعزز فيه ميناء أبيدجان موقعه كمركز إقليمي رئيس للحاويات، يحتفظ ميناء سان بيدرو بتميزه في شحن المواد السائبة، وعلى رأسها الكاكاو، الذي تسبب بتحول مركز إنتاجه في ساحل العاج نحو الجنوب الغربي، إذ يتم إنتاج 70% من الكمية الوطنية.
وتسعى إدارة ميناء سان بيدرو إلى رفع طاقته إلى 20 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، مقارنةً بـ7 ملايين طن حاليًا، مستندةً إلى مشاريع تعدينية جديدة وخطط لوجستية تربطه بميناء أبيدجان عبر طريق ساحلي تم تدشينه عام 2023.
