بدأت السلطات في ساحل العاج تنفيذ خطة لإعادة تسمية بعض الشوارع الرئيسة في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، التي كانت تحمل أسماء شخصيات فرنسية بارزة، في خطوة تعكس توجهًا نحو تعزيز الهوية الوطنية والتخلص من آثار الاستعمار.
ووفقًا لتقرير مجلة "جون أفريك"، فإن أبرز التغييرات تتضمن إعادة تسمية شارع فاليري غيسكار ديستانغ، الذي كان يكرّم الرئيس الفرنسي السابق، ليحمل الآن اسم الرئيس الإيفواري الراحل ومؤسس الدولة، فيليكس هوفويت بوانيي.
ويأتي هذا القرار في إطار مشروع تقوده وزارة البناء والتخطيط العمراني، يهدف إلى تحديث تسمية الشوارع بما يتماشى مع الذاكرة التاريخية والثقافية لشعب ساحل العاج.
وأوضح ألفونس نغيسان، المسؤول عن المشروع، أن هذه التغييرات ضرورية، لأن "الكثير من أسماء الشوارع لم تكن مألوفة لدى السكان"، مشيرًا إلى أهمية أن تعكس أسماء الشوارع الرموز الوطنية التي يفخر بها المواطنون.
كما شملت التغييرات إعادة تسمية شارع "جادة مرسيليا" إلى اسم رئيس الجمعية الوطنية السابق، فيليب غريغوار ياسي، وشارع "فرنسا" الذي أصبح يحمل اسم السيدة الأولى السابقة، ماري تيريز هوفويت بوانيي.
ويرى العديد من المواطنين أن هذه الخطوة تمثل تصحيحًا لمسار الذاكرة الجمعية.
في هذا السياق، قال فرانك هيرفي مانسو، أحد سكان أبيدجان: "لا أعرف من هو جيسكار ديستان، لكنني أعرف من هو هوفويت بوانيي، هذه الأسماء ستساعدنا في تعليم أطفالنا عن رموزنا الوطنية".
ويتفق جان بروس غنيبلي مع هذا الرأي، معتبرًا أن إعادة الاعتبار لشخصيات مثل هوفويت بوانيي تعزز الشعور بالانتماء ويُخلّد التاريخ الإيفواري.
وأكد خبراء التخطيط العمراني، مثل وايريبى إسماعيل واتارا، أن هذه المبادرة تحمل أبعادًا ثقافية وتنموية هامة، خصوصًا في بلد يشكل الشبان فيه نحو 75% من عدد السكان.
وأضاف: "من المهم أن يجد الجيل الجديد نفسه في أسماء الشوارع والمدن التي يعيش فيها".
ورغم أن بعض الأسماء المرتبطة بالعهد الاستعماري لا تزال قائمة، مثل بلديتي تريشفيل وبينجرفيل، فإن السلطات تؤكد أن الهدف ليس محو التاريخ بل إبراز الهوية الوطنية وتعزيز السياحة والتنمية الحضرية، خصوصًا أن نحو 600 من أصل 15 ألف شارع في أبيدجان كانت تحمل أسماء رسمية حتى الآن.