logo
العالم

"العالم على نار".. هل تُفضي الجولة الرابعة لمفاوضات النووي إلى اتفاق؟

"العالم على نار".. هل تُفضي الجولة الرابعة لمفاوضات النووي إلى اتفاق؟
عباس عراقجي وستيف ويتكوفالمصدر: (أ ف ب)
01 مايو 2025، 11:21 ص

دخلت الولايات المتحدة وإيران، حتى الآن ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة برعاية سلطنة عمان كانت الأولى في العاصمة مسقط وبعدها في العاصمة الإيطالية روما، ثم أجريت الجولة الثالثة في مسقط السبت الماضي، فيما من المقرر أن تجرى الجولة الرابعة يوم السبت المقبل في العاصمة روما، وسط تساؤلات عن فرص نجاحها.

ومن المنتظر أيضًا، قبل بدء المرحلة الرابعة بيوم، أن تجتمع إيران مع مسؤولين كبار من الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت من إدارة الرئيس دونالد ترامب عام 2018.

ووسط ترقب داخلي وخارجي لإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النوي الإيراني المثير للجدل، يعيد بعض التوازن إلى المشهد الإقليمي والدولي، ويمنح الأطراف فرصة جديدة لتجنب التصعيد والصدام.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

اتهمت ترامب بالبحث عن "نوبل".. إسرائيل قلقة من اتفاق أمريكي محتمل مع إيران

 

الاتفاق المؤقت

وقال الخبير الإيراني في الشؤون الإستراتيجية مجيد بهستاني، إن المحادثات الحالية "مرشحة للوصول إلى اتفاق مؤقت"، لكنه شدد على أن مثل هذا الاتفاق لن يؤدي إلى "رفع العقوبات الأساسية عن إيران".

واعتبر بهستاني في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن لن تكتفي بتفاهم نووي محدود، بل ستدفع لاحقاً باتجاه مطالب أبعد من الملف النووي".

وأشار إلى أن الهوة بين الجانبين لا تزال عميقة بحيث لا يمكن الحديث عن وصول سريع لاتفاق، غير أن الأهم هو أن القطار بات على السكة الصحيحة، وأن إزالة العقبات يتطلب المرونة واعتماد منطق "رابح - رابح" في التفاوض.

وقال بهستاني "إنه لا حاجة للبحث في النوايا، فالأهداف واضحة وهي، ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني من جهة، ورفع العقوبات أو تعليقها من جهة أخرى، ولذلك فإن الامتناع عن أي مطالب تمس كرامة الطرف الآخر أو تُبطئ من سير العملية التفاوضية، يعد جزءاً أساسياً من نجاح الإستراتيجية".

وأكد أن ترامب، رغم الانقسامات الداخلية، يملك زمام الأمور في الكونغرس ووسائل قانونية تمكنه من تحويل أي اتفاق إلى معاهدة يصدق عليها مجلس الشيوخ؛ مما يمنع أي رئيس لاحق من إضعاف الاتفاق أو التراجع عنه.

وعن صعوبة التوصل إلى اتفاق دائم في ظل هذه الجولات التفاوضية، أجاب المحلل الإيراني "الاتفاق المؤقت المقترح من رئيس الوفد الإيراني المفاوض، مجرد تكتيك لكسب الوقت خلال المهلة المحددة بـ60 يوماً، فقد يكون مقبولا، لكن التركيز يجب أن يبقى على التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي، ويجب إيصال هذه الرؤية بوضوح إلى الطرف الآخر".

أخبار ذات علاقة

رافاييل غروسي

غروسي: أي اتفاق مع إيران دون الرقابة الدولية "حبر على ورق"

 

 الجولة المقبلة معقدة

وفي السياق، قال النائب في البرلمان الإيراني، سادات إبراهيمي لـ"إرم نيوز"، إن "إيران دخلت المفاوضات من موقع قوة"، محذراً من محاولات إسرائيل التأثير على مسار المحادثات.

ودعا إبراهيمي الحكومة الإيرانية في الوقت نفسه إلى التركيز على القضايا المعيشية، لا سيما أوضاع المعلمين وعدم ربط مصالح إيران واقتصادها فقط، بالمفاوضات مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن اجتماعات مسقط الأخيرة لم تحقق تقدماً عملياً في القضايا الفنية النووية، لكنها أسست لقنوات تواصل جديدة في ظل انعدام الثقة، فيما تستمر الخلافات حول طبيعة الاتفاق، حيث تفضل واشنطن نموذج "الاتفاق المرحلي" أو "خطوة مقابل خطوة"، وهو ما تتحفّظ عليه طهران، التي سبق أن جربته في 2015 دون نتائج مستدامة.

ورأى النائب إبراهيمي "أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى مفاوضات أوسع لا تقتصر على البرنامج النووي فقط، بل تشمل أيضاً النفوذ الإقليمي لإيران، وهو ما رفضته طهران بشدة، مؤكدة التزامها بالحوار النووي فقط، ومشددة على خطوطها الحمراء فيما يتعلق بنسبة تخصيب اليورانيوم ودورها الإقليمي".

واعتبر أن "الجولة المقبلة من المحادثات، والتي ستجرى في العاصمة الإيطالية روما، تمثل واحدة من أكثر المراحل تعقيداً في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن".

ضرورة تفعيل المسار الأوروبي

من جهته، أشار المحلل السياسي مرتضى مكي إلى أن هذه الجولة من المفاوضات "أقل ضجيجاً وأكثر تقنية"، حيث يحرص الطرفان على تسريب أقل قدر ممكن من المعلومات، تفادياً لضغوط إسرائيلية أو عراقيل داخلية".

وأكد لـ"إرم نيوز"، أن القضايا الأكثر تعقيداً تشمل مستوى تخصيب اليورانيوم وآليات رفع العقوبات، مرجحاً استمرار التفاؤل الحذر بشأن مسار الحوار.

وفي ما يتعلق بالدور الأوروبي، أشار إلى تراجع حماسة الأوروبيين للمشاركة الفعالة في المفاوضات، رغم دعوات إيرانية متكررة لاستئناف الحوار.

واعتبر أن الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا – خصوصاً منذ عودة ترامب – قد تكون أحد أسباب فتور الجانب الأوروبي، لكنه شدد على أهمية تفعيل المسار الأوروبي بالتوازي مع المفاوضات الإيرانية-الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

من مسقط إلى روما.. ماذا حققت جولات المفاوضات النووية الإيرانية؟

من مسقط إلى روما.. ماذا حققت جولات المفاوضات النووية الإيرانية؟ (إنفوغراف)

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC