ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
كشفت مصادر إسرائيلية عن غضب وقلق على أعلى المستويات السياسية في تل أبيب وسط أنباء عن اتفاق "مفاجئ" تقترب إليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع إيران للحدّ من طموحها النووي.
وعبّر مسؤولون إسرائيليون عن خشيتهم من اندفاع ترامب للتوقيع على أي اتفاق مع إيران، سعياً وراء حلمه في الحصول على جائزة نوبل للسلام، خصوصاً مع تعثر جهوده بإحلال السلام في أوكرانيا وغزة، بحسب تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي.
وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "مع هذا الرئيس (ترامب)، كل شيء ممكن".
وأضاف "هناك سيناريوهات عديدة، من هجوم أمريكي قوي على إيران إلى اتفاق سيئ سيثير الحنين إلى اتفاق عهد باراك أوباما"، مبيّناً أن "حالة عدم اليقين بشأن ترامب تبعث على الأمل من جهة، لأنه على عكس الإدارات الديمقراطية، فإن سيناريو الهجوم الأمريكي أكثر واقعية".
واستدرك أنه من جهة أخرى، هناك قلق بالغ، لا سيما بالنظر إلى ديناميكيات جولات المفاوضات الثلاث حتى الآن".
ويرى نتنياهو أن أي صفقة يرتبها ترامب مع إيران، على غرار تلك التي تراجع عنها عام 2018، ستُمثل فشلاً ذريعاً لمهمته في وقف البرنامج النووي الإيراني.
كما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن ترامب يُجري المفاوضات بناءً على "حدسه" بدلاً من الإلمام بجميع التداعيات الاستراتيجية لمثل هذه الصفقة التي يراها نتنياهو تهديداً وجودياً لإسرائيل.
وقال المصدر المقرب من نتنياهو: "مع أن ترامب لم يستبعد الخيار العسكري، إلا أنه يُصرّح يومياً تقريباً برغبته في التوصل إلى اتفاق، والإيرانيون يستغلون ذلك".
وأضاف أن "الأسلوب الإيراني هو الاستنزاف. ترى إيران في المفاوضات وسيلة لتحقيق نصر سلمي. والأمريكيون لا يملكون خبرة في هذا النوع من الاستعراض الإيراني" وفق تعبيره.
وبحسب "المونيتور"، فلا أحد في إسرائيل يساوره أي أوهام بشأن هجوم وشيك على إيران، لا من إسرائيل نفسها ولا من الولايات المتحدة، ومع ذلك، تُعرب تل أبيب عن قلقها البالغ من أن ترامب غير مستعد للمخاطرة بزعزعة استقرار المنطقة، كما تُراقب تراجع شعبية ترامب في استطلاعات الرأي بقلق بالغ.
وقال المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي الرفيع إن "ترامب لا يُبلي بلاء حسناً على أي جبهة في الوقت الحالي".
ويؤشر على ذلك بعدم نجاحه في وقف الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى قضية الرسوم الجمركية التي تُسبب أضراراً عالمية جسيمة، كما أن الحرب في غزة لا تُظهر أي بوادر نهاية.
وفي الوقت الحالي، يُعدّ الملف الإيراني خياره الأمثل لجائزة نوبل للسلام، وهذا واضح في تصريحاته، مضيفا "نخشى أن يفقد صبره في مرحلة ما، ويُوجّه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتوقيع اتفاق بأي ثمن".
وقال مصدر مقرب نتنياهو إن "ترامب بحاجة ماسة إلى إنجاز في الوقت الحالي. أقل ما يحتاجه هو الحرب".
إسرائيل خارج دائرة الضوء
ويعكس تأكيد ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" الأسبوع الماضي أنه لن يُجرّ إلى حرب مع إيران من قِبَل إسرائيل، ووعده بالتوصل إلى اتفاق قريب مع طهران، وجهة نظره ويُعمّق مخاوف إسرائيل.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي: "مشكلتنا الكبرى هي أننا خارج دائرة الضوء. ليس لدينا تأثير حقيقي حالياً على ما يحدث هناك".
وأضاف المصدر أن إصرار مبعوث نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، على تحذير المسؤولين الأمريكيين من مخاطر الاتفاق مع طهران قد حوّله إلى مصدر إزعاج، وقد يدفع الرئيس إلى اتخاذ موقف معاكس.
وبالنسبة إلى نتنياهو، فإن الوضع الأمثل هو انهيار المحادثات الأمريكية الإيرانية، الأمر الذي أحبط ترامب لدرجة أنه أعطى الضوء الأخضر لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية. ويعتقد البعض في إسرائيل أن هذه النتيجة لا تزال واردة.
وقال المصدر الدبلوماسي الإسرائيلي: "لا تزال هناك فجوات كبيرة بين إيران والولايات المتحدة، سواء فيما يتعلق بمسألة تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية أو مسألة مستقبل مشروع الصواريخ الإيراني".