ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران تسعى لتعزيز ترسانتها من الصواريخ البالستية عبر طلب آلاف الأطنان من مكونات حيوية من الصين، أبرزها "بيركلورات الأمونيوم"، المستخدمة في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ.
وبحسب مصادر مطلعة على الصفقة تحدثت للصحيفة، يُتوقع وصول شحنات من بيركلورات الأمونيوم إلى إيران خلال الأشهر المقبلة، حيث رجح أحد المصادر أن تحول طهران كميات منها إلى الميليشيات الموالية لها ضمن ما يسمى "بـ محور المقاومة"، وفي مقدمتها ميليشيا الحوثي في اليمن.
وكشفت المصادر ، أن شركة إيرانية تدعى "بيشغامان تجارت رافي نوفين" طلبت مكونات الصواريخ في الأشهر القليلة الماضية من شركة "لايون كوموديتيز هولدينجز" المحدودة ومقرها هونغ كونغ.
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بأن الصين ليست على علم بالعقد.
وأكد المتحدث، أن "الجانب الصيني مارس رقابة صارمة على المواد ذات الاستخدام المزدوج وفقًا لقوانين وأنظمة مراقبة الصادرات الصينية والتزاماتها الدولية".
وقال مسؤول أمريكي إن العقد الجديد، الأكبر من نوعه لتوريد بيركلورات الأمونيوم قد يكفي إيران لإنتاج 800 صاروخ، مرجحًا أن العقد أرم منذ عدة أشهر قبل إعلان الرئيس دونالد ترامب في آذار/ مارس الماضي عن رغبته إجراء محادثات نووية مع طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تسعى جاهدة إلى إعادة بناء شبكة الميليشيات الموالية لها بعد أن هاجمت إسرائيل ميليشيا حزب الله في لبنان وميليشيا الحوثي التي تأثرت قدراتها العسكرية بالضربات الأمريكية.
وأكدت مصادر مطلعة أن إيران نقلت مؤخرًا صواريخ باليستية إلى ميليشيات موالية لها في العراق، يمكنها استهداف إسرائيل والقوات الأمريكية في المنطقة التي سبق أن هاجمتها، وكانت صحيفة "التايمز" اللندنية قد نشرت سابقًا تقريرًا عن عمليات نقل الصواريخ.
وصرح مسؤولون أمريكيون بأن إيران تمتلك أحد أكبر برامج الصواريخ الباليستية في المنطقة. ويُعدّ بيركلورات الأمونيوم، وهو مؤكسد يُستخدم في الألعاب النارية، أساسيًا للوقود الصلب المستخدم في أكثر الصواريخ الباليستية الإيرانية فعالية.
في وقت سابق من هذا العام، رست سفينتان إيرانيتان في الصين، محملتان بأكثر من ألف طن من بيركلورات الصوديوم، وهي مادة أولية تُستخدم في إنتاج بيركلورات الأمونيوم. وقد سُلمت هذه المادة إلى الموانئ الإيرانية في منتصف فبراير وأواخر مارس، وفقًا لجهات تتبع حركة السفن كانت كافية لتزويد حوالي 260 صاروخًا قصير المدى بالوقود.
وفي 29 أبريل/نيسان فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ستة أشخاص وستة كيانات في إيران والصين لدورهم في "توريد مكونات وقود الصواريخ الباليستية"، بما في ذلك بيركلورات الصوديوم، للحرس الثوري الإيراني، وبعد أسبوعين، أضافت عقوبات على كيانات وأفراد من الصين وهونغ كونغ لمساعدتهم صناعة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
في مايو/أيار، أضافت وزارة الخزانة الأمريكية بيركلورات الصوديوم إلى قائمة المواد التي تقول إنها تُستخدم في برامج إيران العسكرية أو النووية أو برامج الصواريخ الباليستية.
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك، أن " كيانات وأفراد صينيون قدموا الدعم لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وكذلك لجهود الحوثيين في إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة، ولهذا السبب نواصل تحديد هوياتهم ومعاقبتهم".