كشفت أنغولا عن خطط لإعادة رسم موقعها في خريطة الموارد العالمية عبر توسعة كبرى لميناء ساكومار ومحطة موساميديس في ناميبيا، من خلال مشروع بلغت تكلفته نحو 600 مليون دولار قادته شركة "تويوتا تسوشو" وشركاؤها.
وكشف موقع "إنيرجي كابيتال آند باور"، أن هذا التحرك يأتي في إطار إستراتيجية تهدف إلى تعزيز صادرات المعادن وتحويل ناميبيا إلى مركز رئيسي في جنوب غرب إفريقيا.
وبحسب مصادر، فإن المشروع يتضمن إنشاء رصيف جديد بطول 520 مترًا قادر على استقبال ناقلات سائبة تصل حمولتها إلى 250 ألف طن، مع قدرة تشغيلية لمعالجة 10 ملايين طن من الخام سنويًّا، وفي الوقت نفسه، شهدت محطة "موساميديس" تحديثات واسعة لزيادة طاقتها في مناولة الحاويات، وتقديم دعم متطور للأنشطة التعدينية في الإقليم الذي يزخر بمخزونات النحاس والمنغنيز والكروم والقصدير والليغنيت.
ويرى الخبراء أن إعادة تطوير هذه البنية التحتية لا تقتصر على خدمة أنغولا وحدها، بل تفتح الباب أمام دول مجاورة، مثل: جمهورية الكونغو الديمقراطية، وزامبيا، لاستخدام الميناء كممر إستراتيجي لصادراتها المعدنية، ومع التوجهات الجديدة للاستثمارات الأمريكية والأوروبية في ممرات النقل، تتجه ناميبيا لأن تصبح مركزًا حيويًّا في سلسلة إمداد المعادن الحرجة التي تكتسب أهمية متزايدة في الاقتصاد العالمي.
بهذا، ترفع أنغولا رهاناتها على المعادن ليس كسلعة للتصدير فحسب، بل كورقة إستراتيجية تتيح لها دورًا أوسع في المنافسة على الموارد التي تشكل العمود الفقري للتحولات الصناعية والتكنولوجية العالمية.