قدمت شركة الماس الحكومية الأنغولية "إندياما" عرضا رسميا لشراء حصة أقلية في "دي بيرز"، في خطوة تهدف إلى تعزيز نموذج ملكية أفريقي جماعي يمنع أي دولة من الهيمنة على أكبر منتج عالمي للماس، في وقت تسعى فيه بوتسوانا للحصول على السيطرة؛ ما أشعل صراعا على النفوذ بين الدول المنتجة للماس في جنوب أفريقيا.
وأكد وزير الموارد المعدنية الأنغولي، ديامانتينو بيدرو أزيفيدو، أن العرض يهدف إلى شراكة تشمل بوتسوانا، وناميبيا، وجنوب أفريقيا، وأنغولا بشكل متساوٍ، لضمان عدم سيطرة طرف واحد على الشركة وتمكينها من النمو ككيان تجاري دولي.
وكشف موقع "مايننغ دوت كوم"، أن هذه الخطوة تأتي في الوقت نفسه الذي أعلنت فيه بوتسوانا، التي تمتلك بالفعل 15% من أسهم "دي بيرز"، رغبتها في الحصول على حصة مسيطرة، بينما تسعى أنغولا إلى هيكلية مشتركة تشارك فيها بوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا وأنغولا بحصص مؤثرة؛ ما يعكس تصاعد التنافس بين الدول المنتجة للماس في جنوب أفريقيا على النفوذ في الشركة.
وتعتبر أنغولا أكبر منتج للماس في أفريقيا من حيث القيمة، متجاوزة إنتاج بوتسوانا للعام الماضي لأول مرة منذ عقدين، وفقا لتقرير عملية كيمبرلي الدولي.
تربط أنغولا و"دي بيرز" شراكات منذ عام 2022، بدأت باتفاقيات استكشاف ثم توسعت لتشمل المعالجة، وقد أسفرت هذه التعاونات عن أول اكتشاف مهم لخام الكيمبرلايت في أنغولا منذ أكثر من 30 عاما، وأشاد الرئيس التنفيذي لشركة "دي بيرز"، آل كوك، بأن أنغولا تعد أحد أفضل الأماكن على الكوكب للبحث عن الماس.
عرض أنغولا يزيد من حدة المنافسة الجيوسياسية حول "دي بيرز"، في وقت تسعى فيه الحكومات المنتجة للماس في جنوب أفريقيا للحصول على نفوذٍ أكبر، وتشهد الشركة اهتماما من 6 كيانات على الأقل، في وقتٍ تواجه فيه هذه الصناعة تحديات كبيرة، بما في ذلك المنافسة من الأحجار المزروعة في المختبر؛ ما يعكس أهمية السيطرة على أكبر منتج عالمي للماس.