logo
العالم

"الاختراق الإيراني" يعيد حسابات واشنطن في القارة السمراء

"الاختراق الإيراني" يعيد حسابات واشنطن في القارة السمراء
رئيس "أفريكوم" مايكل لانجليالمصدر: (أ ف ب)
03 أبريل 2025، 9:12 ص

فتح الكونغرس الأمريكي ملف مصير القيادة العسكرية في أفريقيا "أفريكوم" بعد تشكيك الرئيس دونالد ترامب في جدوى الوجود العسكري لواشنطن في القارة، لكن الاختراق الإيراني لدول الساحل قد يعيق حسابات البيت الأبيض.

واستدعت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ رئيس القيادة الأمريكية في أفريقيا الجنرال مايكل لانجلي، الخميس، للإدلاء بشهادته بشأن بقاء عمليات "أفريكوم".

وسيتعين على الجنرال أن يكافح  توجهات إدارة دونالد ترامب؛ من أجل بقاء هذه القيادة القتالية التي أنشأها الرئيس جورج دبليو بوش في فبراير 2007، في ذروة الحرب العالمية على التطرف.

وستتبع جلسة الاستماع، التي تعد الأولى في سلسلة من الجلسات من المقرر أن تعقد أمام مشرفي وزارة الدفاع الأمريكية ومسؤولي المخصصات العسكرية في الأسابيع المقبلة، على الفور، جلسة مغلقة بشأن التهديدات السرية في المنطقة.

ويأتي استدعاء رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا في الوقت الذي أورد فيه تقرير لشبكة "إن بي سي" في 18 مارس، أن إدارة ترامب تدرس سلسلة من التدابير لخفض الميزانيات العسكرية، وتركيز الموارد على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك دمج القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا مع القيادة الأوروبية في كيان واحد مقره في شتوتغارت بألمانيا.

ويدرك مايكل لانجلي أن القيادة الأفريقية تتمتع بدعم قوي من الحزبين في الكونغرس، على الرغم من الشكوك العميقة لدى دونالد ترامب بشأن الوجود العسكري وعلى وجه الخصوص في أفريقيا.

ويشكل الاختراق الإيراني المتزايد في القارة السمراء، وخاصة من خلال دعمها لميليشيا حزب الله، مصدر قلق متزايد في حين من المرجح أن يجذب الأمر المزيد من الاهتمام من واشنطن مع تركيز إدارة ترامب على اليمن.

ويبرز ذلك من خلال كلمة رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مايكل لولر في جلسة استماع للجنة بعنوان "العودة إلى أقصى قدر من الضغط: مواجهة الأنشطة الخبيثة للنظام الإيراني بشكل شامل"، فقد انتقد سياسة الرئيس جو بايدن الذي حاول يائسا إحياء اتفاق نووي ميت مع إيران، حتى مع استمرار النظام في توسيع برنامجه النووي ورفضه فرض العقوبات على طهران.

وأسهم هذا في عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة وأفريقيا. لكن منذ تولي ترامب منصبه قبل أكثر من شهرين، قطعت إدارته خطوات كبيرة لتنفيذ سياسة صارمة تتمثل في تنفيذ حملة الضغط القصوى وحرمان النظام من كل امتياز ممنوح له من قبل إدارة بايدن، حسب السيناتور الأمريكي.

وتستخدم طهران عدة أوراق لمحاولة بسط نفوذها في دول الساحل الأفريقي، ولا سيما النيجر ومالي وبوركينا فاسو على غرار الدعاية الدينية والحملات الإعلامية والسيبرانية، وسياسة الأسلحة مقابل اليورانيوم.

أخبار ذات علاقة

cb20a36c-bbe8-4671-b6f5-c0d9be0b0d01

ما الذي تبحث عنه إيران في أفريقيا؟

وفي مايو العام الماضي، زار وزير الدفاع المالي، ساديو كامارا، طهران، والتقى بنظيره الإيراني، وقتها، محمد رضا آشتياني، في إطار مساعي الدولة الأفريقية لتنويع مصادر التسليح، والبحث عن بدائل للسلاح الغربي، خصوصا بعد الانقلاب الذي حصل في البلاد عام 2021.

وقبل زيارة كامارا إلى طهران، حل وزير الخارجية الإيراني السابق، أمير عبد اللهيان في مالي، عام 2022، ثم في بوركينا فاسو عام 2023. وتمخضت تلك الزيارات، وفق ما أعلن حينها، عن توقيع اتفاقيات في مجال الطاقة والبناء، تعزيزا للتوغل الإيراني في الساحل الأفريقي.

أما المجلس العسكري في النيجر فقد انخرط في "مفاوضات سرية" مع إيران، وفق تقارير لتسليمها 300 طن من اليورانيوم مقابل طائرات دون طيار وصواريخ أرض-جو.

وفي أبريل الماضي، استضافت طهران الدورة الثانية للقمة الأفريقية- الإيرانية، وبعدها أبرمت مع بوركينا فاسو مذكرة تفاهم حول التعاون في الأنشطة النووية السلمية.

أخبار ذات علاقة

a7b92410-635d-4b51-9c24-3ef320e1e06d

على خطى "أفريكوم".. فرنسا تنشئ قيادة أفريقية للتكيّف مع تلاشي نفوذها

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC