بحث تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن السبب الذي حال دون عودة البابا فرنسيس إلى موطنه الأصلي الأرجنتين منذ تقلده منصب البابا في عام 2013.
وعلى الرغم من أن فرنسيس، الذي زار 68 دولة خلال 12 عاما تقلد فيها منصب البابا، لم يُقدّم إجابةً صريحةً حول سبب عدم زيارته لوطنه بعد أن تقلد منصب البابوية، لكن بعض الخبراء يقولون إنه كان قلقًا من استغلال وجوده لأغراض سياسية.
وفي هذا السياق، وصف وزير الشؤون الدينية الأرجنتيني من عام 2003 إلى عام 2015، ثم من عام 2019 إلى عام 2023، غييرمو أوليفيري، قرار البابا بتجاهل زيارة الأرجنتين بأنه "سؤال المليون دولار".
وأضاف أوليفيري أنه بعد محادثات عديدة مع فرنسيس، يعتقد أن السبب يكمن في "الانقسام السياسي المعروف" في البلاد بين اليسار واليمين.
وبحسب الصحيفة، بصفته رئيس أساقفة بوينس آيرس، اختلف فرنسيس مع الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر بشأن تشريع زواج المثليين، وتصالحا عندما تولى منصب البابا.
وفي حين استنكر بعض السياسات اليمينية لرئيس سابق آخر، هو ماوريسيو ماكري، عارض بشدة، في عام 2020، تشريع الإجهاض الذي أقره الكونغرس الأرجنتيني بضغط من الرئيس ألبرتو فرنانديز.
وأضافت الصحيفة أن الزعيم الأرجنتيني الحالي، خافيير ميلي، كان قد أهان البابا مرارًا قبل انتخابه رئيسًا، واصفًا إياه بـ"الأبله"؛ بسبب دفاع البابا فرنسيس عن العدالة الاجتماعية.
يُشار إلى أن ميلي اعتذر لاحقًا، والتقى الاثنان في الفاتيكان العام الماضي؛ ويعتزم الرئيس الأرجنتيني حضور جنازة البابا فرنسيس، يوم السبت.
وتابعت الصحيفة أنه عندما طُرح موضوع العودة إلى الأرجنتين كـ "بابا" في المقابلات، كان فرنسيس يُردد مازحًا: "لقد قضيتُ 76 عامًا في الأرجنتين؛ هذا يكفي، أليس كذلك؟".
وفي حين احتُفل بصعوده، عندما تولى فرنسيس منصب البابا، كمناسبةٍ بهيجةٍ في شوارع بوينس آيرس، لكن نجمه خفت في السنوات التي تلت ذلك.
وبعد توليه منصب البابا بفترةٍ وجيزة، كان لدى 98% من الكاثوليك الأرجنتينيين نظرةٌ إيجابيةٌ لفرنسيس، وهي نسبةٌ انخفضت إلى 74% عام 2024، وفقًا لمركز بيو للأبحاث.
ورغم تأكيد مسؤولي الكنيسة أن البابا كان يتابع الأرجنتين من كثبٍ؛ إذ قال الأب باتريسيو أوسويناك، الكاهن المساعد في كنيسة سان خوسيه: "ما يتبقى لديّ هو اليقين بأنه كان دائمًا على صلةٍ بالأرجنتين".
وأضاف الأب باتريسيو: "لم يكن بإمكانه الحضور شخصيًّا، لكنه كان دائمًا معنا؛ ونحن نعلم أننا كنا دائمًا في قلبه". لكن مع ذلك، كان غياب البابا فرنسيس مؤلمًا للكثيرين في الأرجنتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما زاد إحباط العديد من الأرجنتينيين كثرة اقتراب البابا فرنسيس من الأرجنتين؛ حيث زار الدول المجاورة للأرجنتين، البرازيل، تشيلي، باراغواي، وبوليفيا.
وزار أجزاء أخرى من أمريكا الجنوبية، بما في ذلك بيرو والإكوادور وكولومبيا دون حتى المرور بوطنه الأم، الأرجنتين.
ولفتت إلى أن الكاردينال بيرغوليو غادر الأرجنتين عام 2013 لحضور المجمع الذي اختاره لخلافة بنديكت السادس عشر.
وعلى حين لم يعد قط، على عكس سلفيه؛ زار البابا يوحنا بولس الثاني، أول بابا غير إيطالي منذ قرون، موطنه بولندا بعد أقل من عام من انتخابه عام 1978؛ وسافر بنديكت إلى وطنه ألمانيا خلال أول رحلة خارجية له عام 2005.