أظهرت ملابس وأحذية البابا فرنسيس ميلاً إلى التواضع والبساطة، وساهمت اختياراته للأزياء في إيصال رسالة تؤكد دعمه الصريح للمهاجرين والمضطهدين حول العالم، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
ويوم الاثنين، ومع انتشار خبر وفاة البابا البالغ من العمر 88 عاماً حول العالم، استذكر المراقبون بشغف الراحل الذي اشترى نظارته الخاصة، وتجول في مدينة الفاتيكان بسيارة فورد فوكس، وأقام في دار ضيافة الفاتيكان، بدلاً من الانتقال إلى الشقق البابوية الفخمة، كما جرت العادة.
ومثّل ميل فرنسيس للبساطة تناقضاً صارخاً مع سلفه، البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي كان يتسوق في خزانة ملابسه البابوية بسخاء، كاشفاً عن أنماط فاخرة عتيقة الطراز، مثل قبعة الكاماورو وحذائه الأحمر الشهير.
أما البابا فرنسيس فقد عكست خياراته المُقتصدة في الملابس نهجه المُتحفظ والمُناهض للتسلسل الهرمي تجاه الإيمان الكاثوليكي.
وظهر فرنسيس لأول مرة كـ (بابا) على شرفة كاتدرائية القديس بطرس، دون شال الموتزيتا الأحمر التقليدي المزين بفرو القاقم أو الوشاح المطرز بالذهب. وبدلاً من صليب صدري ذهبي، ارتدى الصليب الفضي نفسه الذي ارتداه أسقف في بوينس آيرس. وفي السنوات التالية، انجذب إلى الزي البابوي التقليدي البسيط.
وكتب فيليبو سورشينيلي، المصمم الإيطالي الذي صمم أثواباً مقدسة للبابا فرنسيس، في رسالة بريد إلكتروني إلى صحيفة "ذا بوست" أن الراحل كان يُفضل نوعاً من "البساطة النبيلة"، وهي سمة من سمات إصلاحات الفاتيكان الثاني في منتصف القرن العشرين، في لباسه.
ونظراً لكون فرنسيس من أمريكا الجنوبية أيضاً، وبالتالي كانت خلفيته "بعيدة عن التقاليد الأوروبية الراسخة"، كتب سورشينيلي: "كان لديّ حدس أيضاً بأن الفترة التاريخية التي استلهم منها أثوابه المقدسة قد تكون العصور الوسطى، وخاصة كما يتضح في لوحات جيوتو الجدارية"، حيث يُصوّر جميع الناس تقريباً، بمن فيهم رجال الدين، بملابس بسيطة.
كما قلل فرنسيس لفظياً من أهمية الزي التقليدي بين رجال الدين، ويُقال إنه مازح ذات مرة كاردينالاً اعتبره مُبالغاً في ملابسه في اجتماعهما.
وقال الكاردينال ماريو غريتش من مالطا لوكالة أنباء مالطية إن فرنسيس سأله: "هل أتيتَ مرتدياً ملابس رسمية لحضور حفل زفاف؟". وعندما أجاب غريتش بأنه يعتقد أنه يلتزم بالبروتوكول، قيل إن فرنسيس ردّ بأنه كان بإمكانه الحضور مرتدياً بنطال جينز.
كما سعى فرنسيس أيضاً للحصول على إكسسوارات يومية مدنية، مثل ساعة سواتش أو ساعة كاسيو MQ-24، والتي تُباع في الولايات المتحدة بسعر 22 دولاراً فقط.
وبعد بضع سنوات من توليه منصبه، تصدّر فرنسيس عناوين الصحف بزيارته المفاجئة لصيدلية في روما بحثاً عن أحذية تقويمية جديدة. ولكن اختيار الحذاء كان لافتاً للنظر، فقد ابتعد فرانسيس عن أحذية البابا الحمراء التقليدية، مفضلاً ما قد يجده أي شخص ثمانيني آخر يعاني من عرق النسا أكثر راحة.