logo
العالم

سلاح عمره 80 عامًا.. روسيا تستدعي "الموت الأسود" لمواجهة الغرب

سلاح عمره 80 عامًا.. روسيا تستدعي "الموت الأسود" لمواجهة الغرب
قصف روسي على أوكرانياالمصدر: رويترز
23 مايو 2025، 11:37 ص

في خضم الحرب المستمرة في أوكرانيا، أعادت موسكو إلى الواجهة القنبلة الجوية "ПТАБ"، التي استخدمت لأول مرة قبل أكثر من 80 عامًا ضد دبابات "تايغر" الألمانية، لكن هذه المرة بتصميم محدث وتكتيك قتالي جديد، في خطوة تعكس إصرار روسيا على توظيف إرثها العسكري في مواجهة التفوق التكنولوجي الغربي.

القنبلة، التي أطلق عليها الألمان لقب "الموت الأسود"، صُممت عام 1942 تحت إشراف المهندس العسكري إيفان لاريونوف، وكان وزنها الأصلي 10 كغم، قبل أن يتم تطويرها لاحقًا إلى ذخيرة فرعية أخف وزنًا لتبلغ 2.5 كغم فقط، لتتناسب مع الاستخدامات الجوية الحديثة.

وشهدت القنبلة أولى تجاربها القتالية الفاعلة خلال معركة كورسك عام 1943، حين استخدمها سلاح الجو السوفيتي في واحدة من أضخم المعارك المدرعة في التاريخ، ووفقًا لمذكرات مارشال الطيران السوفيتي سيرجي رودينكو، لعبت "ПТАБ" دورًا حاسمًا في وقف تقدم القوات الألمانية، ما منحها مكانة خاصة في الذاكرة القتالية الروسية.

تكتيك روسي جديد 

ويرى خبراء عسكريون أن إعادة موسكو استخدام قنبلة "الموت الأسود" التاريخية، بعد تحديثها، يشير إلى تحول لافت في الاستراتيجية العسكرية الروسية، إذ تسعى القيادة الروسية إلى تحقيق أقصى استفادة من ترسانتها السوفيتية عبر تطويرها، كخيار أقل تكلفة وأكثر مرونة في ظل حرب الاستنزاف المستمرة في أوكرانيا.

وأكد الخبراء لـ" إرم نيوز"، أن هذه الخطوة تحمل في طياتها رسالة سياسية واضحة، مفادها أن روسيا قادرة على إعادة تدوير قوتها العسكرية التاريخية لمنافسة التفوق التكنولوجي الغربي، وأوضحوا أن النسخة الجديدة من القنبلة زوّدت بذيل موجه وصاعق توقيت، ما جعلها أكثر فاعلية في ضرب التحصينات والدروع.

وأشار الخبراء إلى أن هذا التحديث يتماشى مع العقيدة القتالية الروسية القائمة على الحشد الناري والتدمير واسع النطاق، ما قد ينذر بتصعيد في الضربات الموجهة للبنية التحتية الأوكرانية إذا لم تُلبّ شروط موسكو لإنهاء الحرب.

وقال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن "عودة روسيا لاستخدام قنبلة "الموت الأسود" بنسختها المطورة تمثل تحولًا استراتيجيًا في التفكير العسكري، إذ تراهن موسكو على ترسانتها السوفيتية كخيار عملي وفعّال، مقارنة بالاعتماد الحصري على الصناعات العسكرية الحديثة مرتفعة التكلفة".

أخبار ذات علاقة

قوات روسية على الحدود مع فنلندا

فنلندا على "خط النار".. هل تدق روسيا طبول الحرب على حدود الناتو؟

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن هذا التوجه يعكس واقع الحرب الطويلة في أوكرانيا، حيث أصبحت الحاجة ملحة لاستخدام أسلحة ذات فاعلية عالية وتكلفة منخفضة نسبيًا مقارنة بالأنظمة الحديثة.

وتابع: "قنبلة الموت الأسود، التي خرجت من رماد الحرب العالمية الثانية، أعيدت إلى الحياة بزخم جديد، وبتعديلات فنية تجعلها أداة قاتلة في مواجهة دبابات الناتو ومواقع التحصين". 

وأشار مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية إلى أن استخدام هذا السلاح في المعارك الجارية يدل على أن روسيا لا تكتفي بالابتكار العسكري، بل توظف أيضًا موروثها الاستراتيجي بطريقة عملية ومدروسة تعزز من قدرتها التدميرية وتمنحها مرونة في مواجهة التحديات على الأرض.

وشدد بريجع على أن هذا التحول لا يعكس فقط حاجة تكتيكية، بل يحمل أيضًا رسالة سياسية، مفادها أن روسيا قادرة على الصمود وإعادة تدوير قوتها العسكرية، واستحضار التاريخ كجزء من أدوات الردع والتفوق، حتى في مواجهة أكثر الأسلحة تطورًا في ترسانة الغرب.

دلالات عودة الاستخدام

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن القوات الروسية عادت إلى استخدام تكتيكات قتالية كلاسيكية، ما استوجب إعادة تصميم وإنتاج ذخائر سوفيتية قديمة، وفي مقدمتها قنبلة "الموت الأسود" التي صُممت عام 1942 في الاتحاد السوفيتي.

وأوضح أبو زيد، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن النسخة الأصلية من القنبلة كانت تزن 10 كيلوغرامات، قبل أن تُحوَّل لاحقًا إلى ذخيرة فرعية بوزن 2.5 كيلوغرام، وقد سُجّل أول استخدام فعلي لها خلال معركة كورسك عام 1943.

وأشار إلى أن النسخة المطوّرة أصبحت أكثر تدميرًا، وتسعى موسكو من خلالها إلى إنتاج قنبلة تضاهي القنبلة الأمريكية "MK84" المعروفة بقدرتها على اختراق التحصينات.

أخبار ذات علاقة

قصف أوكراني على خطوط المواجهة مع روسيا

"أسبوع الحسم" في أوكرانيا.. هل اقتربت الحرب الروسية من النهاية؟

وأوضح أن النسخة الجديدة زُوّدت بذيل موجه يتيح تحكمًا أفضل في التوجيه، كما أُزيل جهاز التفجير الأساسي واستُبدل بصاعق توقيت، ما يسمح للقنبلة بالتحول إلى الوضع العملياتي لحظة الإسقاط والانفجار عند الاصطدام بأي حاجز.

وأكد أبو زيد أن العقيدة القتالية الروسية، المتأثرة بالفكر العسكري الشرقي، لا تزال تقوم على مبدأ الحشد والتدمير الواسع، معتبرًا أن إعادة إنتاج هذه القنبلة قد يشير إلى نية موسكو تنفيذ عمليات مكثفة لتدمير البنية التحتية الأوكرانية إذا لم تستجب كييف لشروطها لإنهاء الحرب.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC