الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم

فنلندا على "خط النار".. هل تدق روسيا طبول الحرب على حدود الناتو؟

فنلندا على "خط النار".. هل تدق روسيا طبول الحرب على حدود الناتو؟
قوات روسية على الحدود مع فنلنداالمصدر: نيويورك تايمز
22 مايو 2025، 3:39 م

رغم استمرار الجهود الدبلوماسية للوصول إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في أوكرانيا، تتجه موسكو في مسار مغاير يعزز ميدانيًا من وجودها العسكري، لا سيما قرب الحدود مع فنلندا، العضو الجديد في حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ عام 2023. 

وكشفت صور أقمار اصطناعية حديثة عن تحركات روسية مكثفة في مدينة كامينكا، الواقعة على بعد 60 كيلومترًا فقط من الحدود الفنلندية، شملت نصب أكثر من 130 خيمة عسكرية، وتجهيز مستودعات جديدة قادرة على استيعاب المركبات القتالية، وتجديد ملاجئ الطائرات الحربية، في مؤشر واضح على نية موسكو تعزيز قدراتها القتالية في تلك الجبهة.

في المقابل، أعلنت فنلندا الانتهاء من أول 35 كيلومترًا من سياج حدودي بارتفاع 4.5 متر، ضمن مشروع يهدف لتأمين حدودها الشرقية المشتركة مع روسيا، والبالغ طولها 1344 كم. 

أخبار ذات علاقة

ضابط من حرس الحدود الفنلندي عند السياج

فنلندا تكمل بناء 35 كيلومتراً من سياج حدودي مع روسيا

 وأكد نائب قائد حرس الحدود الفنلندي، أنتي فيرتا، أن الهدف من السياج هو التحكم في أي موجة جماعية محتملة من المهاجرين، في خطوة تؤكد استعداد فنلندا لمواجهة تهديدات مركبة، سواء كانت عسكرية أو هجينة.

ورغم تحذيرات فنلندية وانتقادات روسية بشأن بناء السياج وإغلاق نقاط العبور، التزم حلف الناتو جانب المراقبة والتأهب، مع تعزيز تمركز قواته في الشمال الأوروبي.

وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على المخاوف الفنلندية، قائلًا إنه "غير قلق على الإطلاق من التقارير المتعلقة بالحشد الروسي على الحدود الفنلندية"، في تصريح يعبّر عن سياسة أمريكية أكثر براغماتية في التعامل مع التحركات الروسية، أو ربما محاولة لعدم الانجرار المباشر إلى تصعيد عسكري جديد.

ويرى خبراء أن تصاعد تأهب الناتو وردّ روسيا بتعزيز وجودها العسكري قرب فنلندا يعكس اقتراب المنطقة من مرحلة مواجهة مفتوحة، وأن الحشود العسكرية الأوروبية، رغم افتقارها للجاهزية القتالية الفعلية، تسعى لإيصال رسالة بأن هناك استعدادًا ميدانيًا للمواجهة، لكن الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة ستكون الطرف الرئيس في أي صدام محتمل. 

واعتبر الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا التصعيد يندرج ضمن عسكرة مقصودة للمنطقة، تحمل رسائل مزدوجة؛ خارجية تتعلق بالردع، وداخلية تهدف لتهيئة الرأي العام الأوروبي لتحمل تبعات اقتصادية متوقعة.

وأضاف الخبراء أن عسكرة الشمال الأوروبي باتت جزءًا من استراتيجية أمريكية لمحاصرة روسيا في مناطق حساسة، مثل فنلندا وسفالبارد وغرينلاند، وأن واشنطن تسعى لتكثيف وجودها في دول الحدود الشمالية، معتمدة على أدوات أمنية وسياسية لخلق بؤر توتر جديدة، في ظل تراجع السياسات التقليدية لبعض الدول، مثل النرويج، وتزايد الانخراط العسكري لفنلندا والسويد. 

تحركات حلف الناتو

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، د. محمود الأفندي، إن تحركات حلف الناتو على الحدود الشمالية لروسيا تُعد استفزازًا مباشرًا ومقصودًا، يهدف إلى ترهيب الجانب الروسي وإيصال رسالة مفادها بأن القوات الأوروبية مستعدة لأي مواجهة. 

وأوضح الأفندي، لـ"إرم نيوز"، أن هذه التحركات تأتي في سياق تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية والتوغل الروسي المستمر داخل الأراضي الأوكرانية.

وأضاف أن القوات الأوروبية لا تمتلك فعليًا الجاهزية القتالية الكافية، وأن معظم القوات المتمركزة على الأرض هي أمريكية، مشيرًا إلى أنه حال اندلعت حرب بين الناتو وروسيا، فإن الولايات المتحدة ستكون الطرف الرئيس والمباشر في المواجهة.

عسكرة المنطقة الحدودية

ووصف الأفندي الحشود العسكرية الأوروبية بأنها تمثل "عسكرة للمنطقة"، تحمل رسائل مزدوجة؛ الأولى خارجية توحي باستعداد الأوروبيين للمواجهة، والثانية داخلية تهدف إلى تهيئة الرأي العام لتحمل تبعات الأزمات الاقتصادية، خاصة في ظل تصاعد الإنفاق العسكري. 

وأشار إلى أن هذا التحرك يخفي في طياته ما وصفه بـ"فساد لدى النخبة الحاكمة الأوروبية"، مستشهدًا باتهامات موجهة لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بشأن صفقات شراء اللقاحات التي تجاوزت قيمتها 35 مليار يورو.

واختتم الأفندي حديثه مؤكدًا أن روسيا تدرك تمامًا أن ما يسمى بـ"القوات الأوروبية" هي في حقيقتها قوات أمريكية، وأن ما يجري ما هو إلا محاولة من الغرب لحشد الداخل الأوروبي لمواجهة أزمات متراكمة تحت شعار "الدفاع عن أوروبا".

في سياق متصل، قال مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات، د. آصف ملحم،  إن الولايات المتحدة تتبع نهجًا واضحًا في عسكرة الدول الإسكندنافية، ضمن استراتيجيتها لمحاصرة روسيا، وتوسيع نفوذها في المناطق القطبية، وأن هذا التوجه ظهر منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته في الاستحواذ على جزيرة غرينلاند.

وأشار ملحم، لـ"إرم نيوز"، إلى أن هناك أرخبيلًا آخر بالغ الأهمية، هو سفالبارد (سبيتسبرغن)، الذي تتقاسمه روسيا مع النرويج ودول أوروبية أخرى، ويضم قرى روسية صغيرة كانت النرويج تمدها بالمؤن حتى توقفت عقب انطلاق الحرب في أوكرانيا عام 2022.

أخبار ذات علاقة

قوات روسية على الحدود مع فنلندا

"بؤرة توتر".. هل يسرّع التحشيد الروسي في فنلندا الحرب مع "الناتو"؟

 نعرات إثنية

وأكد ملحم أن الولايات المتحدة تسعى لتكثيف وجودها العسكري في شمال أوروبا، خصوصًا في الدول الحدودية مثل فنلندا، التي انضمت إلى الناتو بعد تصاعد التوترات، لا سيما منذ استسلام كتيبة آزوف في ماريوبول، حيث تحاول واشنطن إثارة النعرات الإثنية لزعزعة استقرار المنطقة عبر أدوات سياسية وأمنية.

وكشف أن النزاع في القطب الشمالي أصبح ساحة جديدة لصراع النفوذ بين موسكو وواشنطن، مستشهدًا بمحاولات ترامب السابقة لضم كندا، واقترابه من روسيا عبر مشروع السيطرة على غرينلاند، التي تبعد حوالي 1700 كم عن أرخبيل روسي يُستخدم في التجارب النووية.

وأوضح ملحم أن حلف الناتو أنشأ مركزًا ثالثًا للعمليات الجوية المشتركة (CAOC) في شمال النرويج، إلى جانب مركزي ألمانيا وإسبانيا، بهدف مراقبة التحركات الروسية في الشمال، ومتابعة الممر البحري والبنية التحتية الساحلية. 

وتابع: "النرويج أنهت سياسة عمرها أكثر من 70 عامًا تقوم على تقليص النشاط العسكري قرب حدود روسيا، بإعلانها مطلع العام الجاري عن نشر لواء عسكري جديد في شمال البلاد، ضمن استراتيجية الردع والطمأنينة".

وقال ملحم إن فنلندا والسويد تشهدان عمليات عسكرة متسارعة، مشيرًا إلى أن بروكسل تقود جهودًا لخلق بؤرة توتر جديدة على الحدود الشمالية الغربية لروسيا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC