الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
في تراجع سريع، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في الحرب ضد روسيا، معتبراً أن هجوم موسكو الأخير على المدن الأوكرانية "لم يترك له خياراً يُذكر".
وبدا أن تصريحات ترامب تُشير إلى تراجعه، بعد أن أوقفت إدارته بعض عمليات نقل الأسلحة إلى كييف الأسبوع الماضي، مما أثار مخاوف من أن الولايات المتحدة تُقلص دعمها، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
ويأتي القرار "المفاجئ" من ترامب، بعد أيام من انتهاء حرب قصيرة بين إيران وإسرائيل انضمت إليها واشنطن في أوقاتها الأخيرة، وإثر انفراجة في ملف إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، ما يوحي بقرب "تسخين" الأجواء ضد روسيا، وزعيمها، فلاديمير بوتين، وفق مراقبين.
وكان الرئيس الأمريكي قال إن نظيره الروسي "أحبط آماله" في التوسط لوقف إطلاق النار، ورداً على ذلك قال ترامب في البيت الأبيض: "سنرسل المزيد من الأسلحة. علينا ذلك. يجب أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم. إنهم يتعرضون لضربات شديدة".
وجدد ترامب اليوم تصعيد لهجته إزاء بوتين، معتبرا أن "كلامه بلا معنى"، ما يشير إلى تصاعد فرضية "يأسه" من التوصل غلى اتفاق معه ينهي الحرب.
وأضاف: "الآن يتعرضون لضربات شديدة. سيتعين علينا إرسال المزيد من الأسلحة، أسلحة دفاعية بالأساس، لكنهم يتعرضون لضربات شديدة للغاية. يموت الكثير من الناس في هذه الفوضى" وفق تعبيره.
ورأت "نيويورك تايمز" أن تصريحات ترامب "المفاجئة" شكّلت "تحوّلاً ملحوظاً" في موقف الرئيس الأمريكي الذي لطالما عبّر عن تشككه في مساعدات واشنطن لكييف، فقبل أشهر قليلة، وبّخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، مدعياً أنه لم يُبدِ امتناناً كافياً للدعم الأمريكي.
وتتعاظم الضغوط الأوروبية على واشنطن من أجل تدخل حاسم يوقف الزحف الروسي على الأراضي الأوكرانية، واعتبر فيليبس أوبراين، أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز في أسكتلندا، أنه ليس أمام ترامب إلا "مسار المواجهة".
ونقلت عنه "واشنطن بوست" قوله: "ما دام بوتين يعتقد أن الحرب تسير في اتجاهه، ويبدو أن ترامب غير راغب في ممارسة أي ضغوط عليه، فأعتقد أن الرئيس الروسي سيواصل القتال، ولن يوقفه إلا القتال".
وبينما رحّب أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، بقرار ترامب استئناف إرسال الأسلحة إلى كييف، واعتبره "إشارة إيجابية"، أكد أن الرئيس الأمريكي بدأ يُدرك أنه "سيكون من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع بوتين".
واستشهد ميريزكو بقول الزعيم البريطاني في زمن الحرب ونستون تشرشل، الذي قال إن الأمريكيين يفعلون الصواب دائمًا، "فقط بعد أن يجربوا كل شيء آخر".
وقال: "بشكل عام، مع ترامب، عليك أن تنظر ليس إلى أقواله بل إلى أفعاله الملموسة. للأسف، تُظهر التجربة أن ترامب غالبًا ما يُغير رأيه".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، حذّرت من أن عدم المبادرة بالتحرك ضد روسيا على غرار ما حدث مع إيران في يونيو/ حزيران الماضي، سيشجّع بوتين على استكمال "ابتلاع" أوكرانيا، في الوقت الذي تحقق فيه قواته تقدماً ملحوظاً على الأرض منذ بداية العام الجاري.
ورأت الصحيفة أن تلكؤ ترامب، في مواجهة روسيا وزعيمها، سيقوّض فوائد الردع الأمريكية التي تحققت بعد ضرب المواقع النووية الإيرانية، مضيفة أن ترامب مطالب بـ"استراتيجية مختلفة"، بدلاً من مناشدة بوتين لإنهاء هجومه "الشرس" على أوكرانيا، مستغلاً "تلكؤ" الرئيس الأمريكي بالتحرك.