إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
كشفت المكالمة الهاتفية وهي السادسة المعلنة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، عن أعمق شرخ في خطاب التفاؤل الأمريكي إزاء إمكانية وقف الحرب سريعًا.
وفجرت المكالمة حالة من الاستياء العلني لدى الرئيس الأمريكي، الذي لم يخفِ خيبة أمله مما اعتبره إصرار موسكو على مواصلة قتل الأشخاص.
من جانبه، لم يتأخر الكرملين في التعليق على هذه الأجواء المشحونة؛ إذ أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن موسكو "تتابع عن كثب كافة تصريحات ترامب"، مشددًا على أن بوتين أكد خلال الاتصال عدم تخلي بلاده عن أهدافها في أوكرانيا.
وأكد خبراء أن الموقف الأمريكي تجاه الحرب الأوكرانية يشهد حالة من التردد بعد فشل وعود سابقة بإنهائها سريعًا، حيث بدا ترامب أقل تفاؤلًا عقب مكالمته الأخيرة مع بوتين.
وفي تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، شدد الخبراء على أن روسيا تستثمر هذا التراجع الأمريكي لتكريس انتصارات ميدانية جديدة، فيما تعاني واشنطن من استنزاف عسكري متزايد نتيجة التزاماتها المتوازية تجاه أوكرانيا وإسرائيل.
وقال بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يصل إلى مرحلة اليأس من حل الأزمة الأوكرانية، ما لم يقتنع بضرورة الاعتراف بانتصار روسيا في هذا الصراع.
وأضاف البني لـ "إرم نيوز" أن هزيمة روسيا ستشكل كارثة حقيقية، وقد تؤدي إلى تغييرات جذرية في ميزان القوى العالمي.
وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر على معالجة جذور الأزمة، مشددًا على ضرورة تراجع الولايات المتحدة عن السياسات التي تبنتها منذ عام 1997، ومنها نشر الصواريخ في أوروبا الشرقية وتوسيع حلف شمال الأطلسي «الناتو» باتجاه الحدود الروسية.
وحول المساعدات العسكرية لأوكرانيا، أشار إلى أن واشنطن باتت تعاني من استنزاف كبير في قدراتها العسكرية بسبب دعمها لإسرائيل في ظل الأزمة الإيرانية - الإسرائيلية، إلى جانب الاستنزاف المتواصل لأنظمة الدفاع الجوي مثل «باتريوت» في أوكرانيا.
وأكد أن "ما تمتلكه الولايات المتحدة حاليًا لا يكفي لتغطية احتياجات أوكرانيا وحدها، ناهيك عن دعم حلفائها الآخرين وعلى رأسهم إسرائيل في الشرق الأوسط".
واعتبر أن بوتين وجه "صفعة قوية" خلال أحدث محادثاته مع ترامب، تزامنًا مع تصعيد عسكري روسي كبير تمثل في ضربات مكثفة استهدفت منشآت عسكرية أوكرانية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.
كما أكد أن موسكو باتت تطرح بشكل متزايد أن خيار الحسم العسكري هو الأقرب، في حال رفض الغرب الانخراط في مفاوضات جدية.
وشدد على أن "الرصاصة قد تكون الطريق الوحيد لحسم المعركة لصالح روسيا"، لتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة، وعلى رأسها تحييد أوكرانيا ونزع سلاحها بالكامل.
ومن جانبه، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الرئيس الأمريكي عبر خلال محادثته الأخيرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن عدم رضاه حيال تطورات الملف الأوكراني.
ولفت رشوان إلى أن بوتين بدا حازمًا في تمسكه الكامل بأهدافه من العملية العسكرية، ما يجعل فرص التسوية السلمية مستبعدة في الوقت الراهن.
وأكد لـ"إرم نيوز" أن هذا السياق دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الاتصال بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبًا دعمًا عسكريًا، في ظل توقف الإمدادات العسكرية من جانب واشنطن، وعدم تلبية الدول الأوروبية لمطالب كييف بشأن التسليح.
وأشار إلى أن روسيا باتت تفرض سيطرتها على مناطق جديدة، متوقعًا أن تسيطر بالكامل على مقاطعة «سومي» الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية، وربما على مدينة «خاركيف» - العاصمة التاريخية لأوكرانيا - بما يخلق منطقة عازلة تمنح موسكو أوراق ضغط إضافية خلال أي مفاوضات مستقبلية.
