يخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لصيف من الهجمات المتواصلة على أوكرانيا، مستغلاً تراجع الدعم الأمريكي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وفي حين تكثف موسكو هجماتها البرية وحملات القصف على المدن في أنحاء أوكرانيا مع دخول الحرب صيفها الرابع، يُعطي قرار الولايات المتحدة هذا الأسبوع بوقف تسليم بعض الأسلحة للأوكرانيين الرئيس بوتين دفعة قوية لجهوده الرامية إلى إضعاف الدعم الغربي الذي يُعدّ أساسيًا لاستدامة مقاومة كييف.
ورغم أن أوكرانيا تُصعّد جهودها لإضعاف روسيا من خلال استهداف المعدات العسكرية ومنشآت الإنتاج داخل روسيا، فإن انسحاب ترامب من أوكرانيا، يدفع الرئيس الروسي إلى المضي قدمًا.
وأشار بوتين، في اتصال هاتفي مع ترامب يوم الخميس، إلى أنه لا ينوي الاستجابة لدعوات الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب.
وأكد بوتين مجددًا أن أهدافه لا تزال كما هي، إعادة تأكيد الهيمنة الروسية على أوكرانيا وإجبار الغرب على سحب دعمه لكييف.
وبحسب الصحيفة، تهدف استراتيجية بوتين إلى تقويض قدرة أوكرانيا وإرادتها على خوض الحرب، من خلال زيادة الضغط على جيشها وسكانها المدنيين، في حين يتنحّى أقوى داعم لها جانبًا.
وتشمل الأسلحة التي أوقفتها الولايات المتحدة أنظمة اعتراض دفاع جوي تُساعد في حماية المدن الأوكرانية من الغارات الجوية المتزايدة.
وتابعت الصحيفة أن التطورات الأخيرة تعزز ثقة روسيا في قدرتها على الصمود أكثر من أوكرانيا وأنصارها في حرب استنزاف.
وسيتعين على أوكرانيا التوفير في المواد، ومن المرجح أن تُسرّع هذه الخطوة المكاسب الروسية في ساحة المعركة، وفقًا لما ذكره معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، في تحليل له يوم الخميس.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا حشدت نحو 50 ألف جندي في مقاطعة سومي شمال أوكرانيا، وتقدمت حتى مسافة 12 ميلاً تقريباً من عاصمة الإقليم، وهو هدف جديد لموسكو.
ووفقاً للقوات الأوكرانية، تمتلك روسيا نحو ثلاثة جنود مقابل كل جندي أوكراني يقاتل هناك.
ورغم أن أوكرانيا نجحت في وقف التقدم الروسي في الوقت الحالي، فإن الهجوم زاد من استنزاف قواتها الهزيلة، التي تعاني من نقص في القوى العاملة، وفق الصحيفة.
ولفتت إلى أن روسيا تضغط على عدة نقاط على طول خطوط المواجهة الممتدة على طول 750 ميلاً، من الشمال الشرقي إلى الجنوب، مما أجبر القادة الأوكرانيين على إرسال بعض أفضل وحداتهم لسدّ الثغرات.
ويرى بعض المحللين أن كسب الأراضي قد لا يكون الهدف الأهم لروسيا في هذه المرحلة من الحرب، إذ يريد بوتين على الأغلب استنزاف قوات ومعدات جاره الأصغر حجمًا وتقويض الدعم من المدنيين وكذلك من الغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي شدد مرارًا على حاجة بلاده إلى صواريخ لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت، وهي النوع الوحيد القادر على إسقاط الصواريخ الباليستية الروسية.
وصرح متحدث باسم الحكومة الألمانية يوم الجمعة بأن ألمانيا تُجري "مناقشات مكثفة" مع الولايات المتحدة بشأن شراء صواريخ باتريوت إضافية لأوكرانيا، بما في ذلك إمكانية شراء نظام من الولايات المتحدة، لكن مسؤولًا آخر قال إن اختناقات الإنتاج قد تعيق هذا الجهد.
ونوهت الصحيفة إلى أن ألمانيا كانت قد تبرعت بالفعل بثلاث بطاريات باتريوت خاصة بها لأوكرانيا.
