إعلام سوري: انفجار سيارة في حلب وأنباء عن سقوط قتلى ومصابين
شكّلت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى أوكرانيا، الأسبوع الماضي، تحولًا لافتًا في موقف تل أبيب "المحايد" من حرب كييف وموسكو، في خطوة تبدو أنها "أولى" نحو تشكيل تحالف مناهض لإيران، بحسب تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي.
ومما يعزّز تحوّل موقف تل أبيب، فقد أدانت حكومة بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا، ووصفتها بـ "الوحشية" في خروج نادر عن حيادها الطويل.
وقال ساعر يوم الأربعاء من كييف إن "أوكرانيا في حالة حرب وحشية مع روسيا أودت بحياة الكثيرين"، معلنًا إدانة تل أبيب لـ "الهجمات الروسية على المدنيين"، كما دعا إلى "سلام مستقر ومستدام يضمن أمن أوكرانيا"، مشددًا على التزام إسرائيل "بدعم أوكرانيا وشعبها".
ومن المؤشرات على "استثنائية" زيارة ساعر إلى كييف، وما حملته من دلالات، فقد استقبل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الوزير الإسرائيلي، رغم أن الوزراء الإسرائيليين يلتقون عادة بنظرائهم فقط، في لفتة يرى محللون أنها لم تكن لتحدث لولا إدانة ساعر الصريحة لروسيا.
كانت إيران على رأس المواضيع التي نوقشت بين تل أبيب وكييف، ووفق ما ذكر موقع "المونيتور"، فإن المباحثات شملت بحث "تعاون أمني" ضد طهران، مع اتفاق على إجراء "حوار استراتيجي" يستهدف كيفية التعامل مع خطر نظام المرشد علي خامنئي.
وكشفت تصريحات ساعر جزءًا من الاستراتيجية المقترحة، عندما أكد أن "إيران لا تُهدّد إسرائيل فحسب، بل تهدّد الأمن الإقليمي والعالمي، كما هدّدت أوكرانيا أيضًا".
وأضاف "إجراءاتنا ضد أسلحتها وتقنياتها تُسهم في الأمن الأوروبي، وفي أمن أوكرانيا أيضًا"، في إشارة بحسب "المونيتور" إلى رغبة تل أبيب بأن تنضم كييف بـ"وضوح" إلى الجهود الأمريكية والأوروبية لمكافحة "الخطر" الإيراني.
كما طلب ساعر من المسؤولين الأوكرانيين دعم مساعي إسرائيل لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
ظاهريًّا، تُعتبر إيران عدوًّا مشتركًا لإسرائيل وأوكرانيا، لكن على عكس تل أبيب، ورغم تزويدها روسيا بالأسلحة، تُحافظ كييف على علاقات دبلوماسية مع إيران، وفق المحلل الإسرائيلي يائير نافوت.
وأشار في المقابل إلى أن الحوار الاستراتيجي "قد لا يُسفر عن نتائج فورية"، إذ يتطلب من الجانبين تبادل معلومات استخباراتية حساسة.
وأضاف أن المباحثات ستكون أكثر فائدة مستقبلًا، خصوصًا مع تمتع أوكرانيا بخبرة ميدانية واسعة في مواجهة الطائرات المسيرة الإيرانية، بينما قد تمتلك إسرائيل معلومات استخباراتية عن إنتاج إيران وسلاسل توريدها.
يأتي التحول الإسرائيلي "المندفع" نحو أوكرانيا، بعد 3 سنوات من التردد والحياد، ليعكس رغبة تل أبيب "بالانحياز والاقتراب من الموقف الغربي"، بحسب جورجي بوروسكون، الباحث في برنامج روسيا بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
واستبعد بوروسكون أن يكون الوزير الإسرائيلي هدف من خلال تصريحاته في كييف إلى "استفزاز" موسكو، مؤكدًا أن تل أبيب تُدرك أن روسيا "تتمتع بنفوذ إقليمي كاف لإثارة المشاكل". وأشار في المقابل إلى أن حكومة نتنياهو تهدف من خلال خطوتها الأخيرة "توسيع مجال المناورة".
وأضاف بوروسكون: "لطالما كانت إسرائيل حذرة، وحافظت على حوارها مع موسكو، ونظرًا لكون روسيا عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن من مصلحة إسرائيل مواصلة مناقشة التهديد الإيراني مع روسيا".
أما عن تنامي التعاون بين إسرائيل وأوكرانيا خلف الكواليس، فقد رجّح بوروسكون أن كييف توصلت سابقًا إلى استنتاج مفاده أن تل أبيب قد توافق على تقديم المزيد من المساعدة "شريطة أن تبقى الأمور سرية".