الدبيبة يؤكد مصرع الحداد و3 مسؤولين عسكريين ومصور صحفي
تسعى السنغال إلى التصدي لتمدد عدوى الانقلابات العسكرية عبر الضغط على القادة العسكريين في غينيا بيساو، حيث قام وفد من دكار، يقوده وزير الخارجية الشيخ نيانغ ووزير القوات المسلحة الجنرال بيرام ديوب، بزيارة إلى بيساو لمناقشة أفق حل الأزمة في هذا البلد الذي عرف انقلاباً قبل أسابيع.
وكان موقف السنغال من الانقلاب العسكري لافتاً، إذ دان الوزير الشيخ نيانغ الانقلاب في مقابلة تلفزيونية بثت في 16 ديسمبر/كانون الأول، مؤكداً أن بلاده تطالب بعودة النظام الدستوري واستئناف العملية الانتخابية.
وفي المقابل، شجب رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو ما وصفه بـ"مؤامرة" ضد غينيا بيساو، مشدداً على ضرورة احترام الشرعية الدستورية.
وتأتي هذه التطورات في وقت كانت فيه السنغال قد أعلنت قبولها بالمرحلة الانتقالية، خطوة أثارت جدلاً خاصة بعد تعليق العملية الانتخابية.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، على هذا الأمر بالقول: "الحراك الدبلوماسي السنغالي تجاه غينيا بيساو يعكس واقعية دبلوماسية، لأن الانقلاب حدث ولن يتراجع العسكريون، وبالتالي تحاول دكار إحداث تقارب معهم بدل استعدائهم".
وأضاف إدريس في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أنّ هذه المقاربة قد تكون فعالة لمنع انتقال حمى الانقلابات إلى السنغال، خاصة في ظل التوترات السياسية والأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وشدد على أنّ موقف السنغال تجاه انقلاب غينيا بيساو براغماتي ويتسم بالواقعية، خصوصاً في ظل التحديات الأمنية المشتركة بين البلدين والروابط الجغرافية بينهما، لافتاً إلى أن الحكومة في دكار تبنت مقاربة عملية للتعامل مع الوضع السياسي الجديد في بيساو.
وجاء الانفتاح السنغالي على الانقلابيين بعد رفض المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الجدول الزمني الذي طرحه العسكريون، مؤكدة أن انتخابات 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كانت "حرة وشفافة".
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، أن "الانفتاح السنغالي على الانقلابيين أمر لافت ومثير للجدل، خاصة أنه قد يثير خلافات مع إيكواس التي لوّحت بفرض عقوبات على أي طرف يعرقل العودة إلى النظام الدستوري".
وأضاف كايتا في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "فرص نجاح السنغال في إقناع العسكريين بتسليم السلطة إلى المدنيين تبدو ضعيفة، خاصة في ظل غياب أدوات ضاغطة حالياً على هؤلاء".
ولفت إلى أن "السنغال قد تستفيد من هذا التقارب على مستوى وحيد، وهو التنسيق الأمني مع الانقلابيين في غينيا بيساو لمنع تسلل مسلحين إلى دكار، أما على المستوى الدبلوماسي والسياسي فإن دكار لن تحقق أي مكاسب كبيرة من وراء ذلك".