مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
يبدو أن الأزمة بين الرئيس السنغالي ورئيس حكومته، تسير نحو المزيد من التصعيد، رغم محاولة الرجلين إخفاء ذلك، والظهور أمام الرأي العام بموقف موحد، وتأكيدهما على أن أعداءهما لن ينجحوا في الوقيعة بينهما.
ورغم جهود الرئيس بصيرو ديوماي فايي، ووزيره الأول عثمان سونكو، في الظهور كصديقين يقودان السنغال إلى الإمام، إلا أن الخلافات في أعلى هرم السلطة باتت واضحة لا يمكن إخفاؤها، وآخر فصولها ما حدث أمس الثلاثاء، عندما أصدر الرئيس قراراً بإقالة "عيساتا مبودج" من رئاسة ائتلاف "ديوماي رئيسا" الذي تشكل خلال الرئاسيات السابقة، وعين خليفة لها ٱمناتا توري، معللاً الأمر بأنه يدخل في إطار إعادة تنشيط الائتلاف، وجعله "أكثر فاعلية وتنظيماً وأداء، في خدمة المشروع المشترك".
وعلى وجه السرعة رد حزب "باستيف" الحاكم والذي يتزعمه رئيس الحكومة عثمان سونكو، بياناً، اعتبر فيه أن بصيرو ديوماي فاي ليس من حقه إقالة مبودج، وبأنه ليس رئيساً للائتلاف، وإنما ترشح باسمه".
وشدد الحزب الحاكم في بيانه، على أنه "لا يعترف برئاسة ٱمناتا توري، وبأنه لا يشترك وإياها القيم والمبادئ نفسها، وبأنه سيعمل على استكمال بناء الائتلاف برئاسة عيساتا مبودج".
واعتبر مراقبون سنغاليون، أن قرار الرئيس السنغالي، تعيين أميناتا توري، رئيسة الوزراء السابقة في عهد ماكي سال، يحمل رسالة توبيخ لرئيس وزرائه، لكن سونكو رد بطريقته أيضاً، وقد تكون هذه الأزمة فاصلة في الصراع الخفي بين الرجلين.
منذ عدة أسابيع، يتحدث الإعلام السنغالي، عن خلافات متصاعدة بين الرئيس باسيرو ديوماي فايي ورئيس حكومته القوي، سواء فيما يتعلق بأساليب الحكم أو اختيار الشخصيات لقيادة السياسة الحكومية. وبينما نفى الرجلان هذه الخلافات مرارًا وتكرارًا، واللذان حرصا حتى الآن على إظهار روح الزمالة كرفاق في الحزب، يبدو الآن أن اندلاع أزمة مسألة وقت لا أكثر.
وقبل أيام أكد سونكو أمام حشد سياسي كبير في داكار، أن خصومه لن ينجحوا في إفساد العلاقة بينه والرئيس، قائلاً: "أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا يريدون التوتر والانفصال بيني وبين باسيرو ديوماي فاي. لن يأتي الخلاف مني، وأعتقد أنه لن يأتي منه أيضًا".
لكن يبدوا أن سعي الرئيس لإنهاء دورعيساتا مبودج كرئيسة لـ"ائتلاف رئيس ديوماي"، وتعيين أميناتا توري مكانها، قوبل برفض عثمان سونكو الذي أعلن صراحةً دعمه لمبودج، العضوة السابقة في الحزب الديمقراطي السنغالي (حزب الرئيس السابق عبد الله واد). وصرح قائلاً: "عيساتا مبودج هي المنسقة الوحيدة لهذا التحالف؛ لا يوجد غيرها"، في محاولة لوضع حدّ لشائعات إقالتها.
ورغم أن أزمة الائتلاف الحالي قد تكون علامة فارقة في علاقة الرئيس وصديقه سونكو، لكن يتوقع الكثيرون أن لا تنهي علاقتهم المعقدة في أعلى هرم للسلطة في السنغال، فالرئيس يدرك جيداً أنه وصل للسلطة بشعبية سونكو، الذي رشحه عندما منعته السلطات من خوض السباق الرئاسي.
ويرى مراقبون أن الواقع الآن يثبت أنه في قلب السلطة، كان هناك معسكران يراقبان بعضهما البعض بحذر: معسكر باسيرو ديوماي فاي، الذي أحاط نفسه بشخصيات سياسية ذات خبرة من خارج "باستف" (حزب سونكو)، ومعسكر مؤيدي عثمان سونكو المخلصين، الموجودين في الحكومة والذين تولى بعضهم قيادة مؤسسات الدولة الرئيسية. ويبدو أن هذين الفصيلين مستعدان الآن لشن حرب ضد بعضهما البعض.