الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
واجهت عملية السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، خلال الأيام القليلة الماضية، عدداً من التحديات التي قد تؤثر على مسارها، وترتبط بموقف الشارع التركي وأنصار حزب العمال الكردستاني.
وعلى الرغم من الأصداء الإيجابية التي تمر بها عملية السلام منذ اللقاء التاريخي غير المسبوق الذي جمع نوابا في البرلمان التركي مع زعيم الحزب، عبدالله أوجلان، الأسبوع الماضي، لا تزال عملية السلام حساسة لدى كثيرين.
وقوبلت احتفالات حزب العمال الكردستاني بذكرى تأسيسه، يوم الخميس الماضي، بغضب في الشارع التركي، بينما اضطر سياسي وكاتب وبرلماني تركي بارز لحذف منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، خشية إثارة ردود فعل سلبية غير محسوبة، وفي المقابل، شنَّ حزب يميني تركي هجوماً على عملية السلام لتأجيج أنصاره ضدها.
ونظمت كوادر من حزب العمال الكردستاني، احتفالاً بذكرى تأسيس الحزب الذي يصادف 27 نوفمبر/تشرين الثاني، على الرغم من إعلان الحزب حل نفسه في مايو/أيار الماضي ضمن مسار السلام مع أنقرة.
وأثارت إشارة "اللانهاية" التي تم تشكيلها من قبل المحتفلين، في ساحة ترابية داخل المخيم، الذي أقيم في "مخمور"، بشمالي العراق، غضباً في تركيا، انعكس في إبراز صحيفة "الجمهورية" المقربة من أكبر أحزاب المعارضة التركية، له.
وقالت الصحيفة إن شارة "اللانهاية" في الاحتفال، تعكس موقفاً مختلفاً لما يبديه الحزب من انخراطه في عملية السلام وحل نفسه وإلقاء مقاتليه للسلاح، تمهيداً للعودة إلى تركيا ضمن مسار قانوني يجري العمل عليه.
في سياق مشابه، كشف النائب السابق، والكاتب، شامل طيار، عن سبب حذفه منشوراً على حسابه في "إكس" حول تفاصيل لقاء الوفد البرلماني التركي وأوجلان في سجنه بجزيرة "إيمرالي".
وقال طيار الذي ينتمي للحزب الحاكم، إنه حذف منشوره بناءً على طلب بعض الأصدقاء الذين قالوا له إن السرية مهمة، وأن المعلومات المنشورة قد تضر بمسار عملية السلام.
وانتقد طيار ما سماها الحساسية غير المفهومة من قبل الدولة وتحالف الشعب الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الحاكم، داعياً لنشر تفاصل اللقاء على الجمهور.

وأحيطت زيارة الوفد البرلماني لأوجلان بسرية، ومُنع فيها التقاط الصور، بينما كانت محل اعتراض وتردد من قبل الأحزاب السياسية التركية، ولم يشارك فيها إلا ثلاثة أحزاب فقط، أرسل كل منها ممثلاً عنه.
ووصف رئيس حزب "النصر" اليميني التركي، أوميت أوزداغ، تلك الزيارة بأنها عملية "استشهاد" جديدة للمعلمين الأتراك الذين قتلوا في سنوات الصراع الدامي.
واستغل أوزداغ في خطاب بمقر حزبه غير الممثل بالبرلمان، تصادف زيارة الوفد البرلماني مع يوم عيد المعلم في تركيا، بينما تضم قائمة ضحايا الصراع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، معلمين وطلابا ومدنيين وعسكريين.
وتقول أنقرة على الدوام إن عملية السلام الحالية تتسم بالحساسية، في إشارة لسنوات الصراع المسلح والانقسام المستمر منذ عام 1978، عندما تأسس حزب العمال الكردستاني، وبدء عمله المسلح فعلياً عام 1984.
والتقت لجنة السلام البرلمانية قبل مقابلة وفدها الثلاثي، أوجلان، ممثلين عن المجتمع، بينهم ذوو ضحايا الصراع وضباط وجنود سابقون ومحامون ورجال أعمال وخبراء حل نزاعات دولية، قبل لقاء أوجلان، ومن ثم إعداد مسار قانوني لحل الحزب وتحديد مصير قياداته ومقاتليه، بالتزامن مع سن تشريعات تلبي تطلعات أكراد تركيا.
قطعت العملية خطوات مهمة منذ انطلاقها قبل عام تقريباً، فقد أعلن حزب العمال الكردستاني، حل نفسه وسحب مقاتليه من الأراضي التركية ونقاط حدودية مع شمال العراق، حيث تنتشر مجموعاته السرية في مناطق جبلية.
كما تستعد أنقرة للانتقال إلى المسار القانوني لعملية السلام بعد أن لبت مطلب حزب العمال الأخير بإشراك أوجلان في عملية السلام عبر لقائه المباشر بدلاً من اعتماد الوسطاء الذي جرى منذ انطلاق دعوة السلام من البرلمان التركي.
وفي سياق مشابه لقطع عملية السلام مراحل مهمة، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة محلية، حول "الوضع السياسي" في تركيا لشهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وقد قارب على نهايته، دعم 60.2 في المائة من الأتراك لعملية السلام، مقابل رفض 35.4 في المائة لها، في حين بلغت نسبة غير المهتمين بها 4.4 في المائة.