logo
العالم العربي

بعد انسحابه من منطقة حيوية.. هل انتهى نهج "القتال" في مسيرة العمال الكردستاني؟

جندي تركي يراقب منطقة يتمركز فيها مقاتلون من حزب العمال ا...

تراجعت قدرة حزب العمال الكردستاني العسكرية، في شن هجمات مسلحة جديدة ضد الجيش التركي، بينما ينخرط زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان، في مسار للسلام ينهي صراعًا مسلحًا ممتدًّا منذ نحو نصف قرن مع أنقرة.

وأعلن حزب العمال الكردستاني، الذي تشكلت نواته عام 1978، يوم الاثنين الماضي، عن سحب مسلحيه من منطقة "زاب" الحدودية مع تركيا، في شمال العراق، بهدف دعم عملية السلام الجارية عبر منع أي اشتباك مع القوات التركية في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حزب العمال الكردستاني

تركيا وحزب العمال الكردستاني.. خطوات نحو وقف التصعيد وإحياء الحوار

انسحاب من "الزاب"

وقال الحزب في بيان نشرته وكالة "فرات" للأنباء، المقربة منه، إنه سحب مقاتليه من "الزاب" لمناطق مناسبة، في إشارة لمعاقل الحزب العسكرية في إقليم كردستان العراق المحاذي لحدود تركيا الجنوبية.

وأوضح الحزب أن هذه الخطوة الجديدة ستسهم بشكل عملي في حل القضية الكردية، وتحقيق عملية السلام والديمقراطية في تركيا، وتظهر التزام الحزب بهذه العملية التي أطلقها عبد الله أوجلان.

وتقع منطقة "زاب" على حدود ولاية هكاري، وقد وردت في بيان وزارة الدفاع التركية عام 2019، ضمن المناطق التي يتحصن فيها حزب العمال الكردستاني، عندما أعلنت عن عملية عسكرية جديدة وواسعة ضده حينها.

ووضعت الوزارة آنذك، "زاب" ومناطق أخرى في المنطقة الحدودية، في قائمة مواقع الحزب المستهدفة، وبينها قنديل، المعقل الرئيسي لحزب العمال الكردستاني، والواقع في محافظة السليمانية التابعة لإقليم كردستان العراق، على الحدود مع إيران.

وتصنف أنقرة تلك المواقع على أنها أماكن لتجنيد المقاتلين وتوفير المأوى والدعم اللوجستي والتحضير لهجمات ضد تركيا، وقد اختارها الحزب لصعوبة الوصول إليها بسبب طبيعتها الجبلية.

ويشير قرار حزب العمال الكردستاني، بسحب مقاتليه من منطقة "زاب"، لكونه ظل قادرًا على الاحتفاظ بوجود عسكري في المنطقة رغم شن القوات التركية منذ عام 2019 عملية عسكرية برية وجوية واسعة، استهدفت تدمير آلاف الأنفاق التي يتخذها مقاتلي الحزب مقراتٍ لهم.

ومن شأن الانسحاب الطوعي، أن يقلل احتمال وقوع أي مواجهة مسلحة جديدة بعد خطوة مماثلة أعلن عنها الحزب، الشهر الماضي، تضمنت سحب مقاتليه من داخل الأراضي التركية نحو قواعده في شمال العراق.

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حزب العمال الكردستاني

"العمال الكردستاني" يعلن انسحابه من منطقة "ساخنة" في شمال العراق

تنسيق مع أنقرة

وكانت مصادر تركية مطلعة على مفاوضات السلام، قد كشفت في وقتٍ سابق، لـ"إرم نيوز"، أن خطوات الانسحاب تتم بعلم أنقرة المسبق، لضمان مسار خروج وتنقل آمن للمقاتلين الأكراد.

وفي السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام تركية مقربة من الحكومة، أن حزب العمال الكردستاني سيُخلي، في الفترة المقبلة، مقارَّ عسكرية وكهوفًا في منطقة "متينا" قرب الحدود التركية العراقية، والتي تعرّضت لاستهداف تركي مكثف أيضًا منذ العام 2019، قبل أن تتوقف العمليات العسكرية مع انطلاق عملية السلام.

وتسير العملية السياسية بشكل أبطأ من المسار العسكري الذي قلل من قدرة حزب العمال الكردستاني على العودة للقتال، رغم عدم تلبية مطالبه الرئيسية بعد في العملية السياسية، عبر تخفيف القيود عن زعيمه أوجلان وإشراكه في عملية السلام بشكل مباشر عبر لقاء نواب من البرلمان التركي يمثلون لجنة السلام من الجانب التركي.

كما يطالب الحزب بالبدء في وضع إطار قانوني يحدد مصير مقاتليه وقادته، ومن منهم يستطيع العودة لتركيا والانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية فيها، بجانب تعزيز الديمقراطية في البلاد عبر قوانين تحقق المساواة والعدالة للأكراد في تركيا.

وتستهدف عملية السلام الجارية التي انطلقت قبل عام تقريبًا، حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء مقاتليه للسلاح، وإنهاء نزاع مسلح خلف منذ عام 1984، آلاف الضحايا المدنيين والعسكريين من الطرفين، وموجات نزوح من مناطق جنوب شرق تركيا التي يتواجد فيها الأكراد بكثافة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC