مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج، تشهد البلاد نزاعا قضائيا يشغل الرأي العام السياسي والقانوني.
يخوض تيجان تيام، رئيس حزب الديمقراطية والتجمع من أجل كوت ديفوار (PDCI)، معركة قضائية معقّدة مع الناشطة السياسية فاليري يابو تحوّلت إلى مواجهة متعددة الجبهات، وسط تأجيلات متكررة وإجراءات قانونية أثارت الكثير من الجدل.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، فإن القضية تعود إلى 11 مارس آذار الماضي، عندما رفعت فاليري يابو، وهي عضوة في المكتب السياسي لحزب PDCI، دعوى قضائية تطعن في شرعية تيام على رأس الحزب.
واعتبرت أنه كان يحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب الإيفوارية عند انتخابه في ديسمبر كانون الأول 2023، ما يجعله، بحسب رأيها، غير مؤهل قانونياً لتولي رئاسة الحزب أو الترشح للانتخابات الرئاسية.
وفي جلسة عقدت يوم 8 مايو أيار بمحكمة أبيدجان، طغى الطابع الأمني المشدد على الأجواء، مع انتشار كثيف للشرطة وإغلاق للمداخل المؤدية إلى المحكمة.
وتأجلت الجلسة مرة أخرى إلى 15 مايو أيار، ليصبح هذا هو التأجيل الثالث في غضون شهرين، وسط ما وصفه محامو تيام بمحاولات لعرقلة المسار الانتخابي للحزب.
ورغم غيابه عن المحكمة، ظهر التأييد الشعبي والسياسي لتيجان تيام بوضوح، حيث نظّم الحزب تجمعًا حاشدًا في ساحة أنري-كونان-بيدييه، حضره المئات من أنصاره.
ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "كفى" و"تيتي رئيس"، في تأكيد على دعمهم لترشحه رغم التحديات.
من جانبه، قال المحامي إيميل سوي-بي، عضو هيئة الدفاع عن تيام، إن المادة 48 من قانون الجنسية الإيفواري لا تنطبق على موكله، كونه من مواليد أم إيفوارية وأب فرنسي، مضيفًا أن "الهوية الوطنية لا تُختصر في الأوراق الثبوتية فقط، بل في التاريخ والجذور والانتماء".
واعتبر النائب البرلماني سيمون دوهو، أن ما يجري هو "محاكمة سياسية"، داعيًا أنصار الحزب إلى "عدم الاستسلام" لما أسماها "لعبة الإنهاك"، فيما صرّح النائب ديا هوفويت: "سنرى من سيتعب أولًا... ونحن مستعدون للمضي حتى النهاية".
وخلص التقرير إلى القول إن الأنظار تتجه الآن إلى جلسة 15 مايو أيار، التي قد تشكل محطة حاسمة في مصير تيجان تيام السياسي، وفي قدرة الحزب على الحفاظ على وحدته ومكانته في المشهد الانتخابي القادم.