كشفت مجلة "نيوزويك" أن تايوان قد تحصل على نحو اثنتي عشرة طائرة هليكوبتر عسكرية من الولايات المتحدة لتعزيز قدرتها على صيد الغواصات، في ظل توسع سريع لأسطول الصين البحري.
وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية أن الصين بنت أكبر أسطول بحري في العالم من حيث عدد الهياكل، بما في ذلك 60 غواصة، ومن المتوقع أن ينمو أسطول الغواصات الصيني إلى 65 سفينة بنهاية العام، و80 بحلول عام 2035 بفضل توسعة قدرة بناء السفن.
وتحتفظ بكين بوجود عسكري قوي حول تايوان، رغم أنها لم تحكم الجزيرة قط، مع رفض قادتها استبعاد استخدام القوة لإعادة التوحيد.
ورغم أن الولايات المتحدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان عام 1979، إلا أنها مُلزمة بموجب قانون العلاقات التايوانية بمساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها، حيث يُشغّل الجيش التايواني 12 طائرة دورية بحرية أمريكية الصنع من طراز P-3 تُستخدم في الحرب المضادة للغواصات.
وذكرت صحيفة "تايبيه تايمز" أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات مع تايوان بشأن استحواذها على مروحية مضادة للغواصات من طراز MH-60R، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن.
وتخطط تايوان لتعزيز قدراتها في هذا المجال من خلال توسيع أسطولها من المروحيات، الذي يضم حاليًّا 17 مروحية من طراز S-70C، على أن تحصل على أكثر من 10 إلى 12 مروحية MH-60R.
تتميز مروحية MH-60R بقدرات متقدمة في الحرب المضادة للغواصات والسفن السطحية، فهي مزودة بأجهزة استشعار متطورة، وقادرة على حمل طوربيدات وصواريخ وقذائف صاروخية لاستهداف الغواصات والسفن.
وتستخدمها أيضًا العديد من القوات البحرية المتحالفة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك البحرية الملكية الأسترالية، والبحرية الكورية الجنوبية، والبحرية الهندية، وقوات الدفاع النيوزيلندية.
ورغم حاجة تايوان التشغيلية الملحة، رفضت الولايات المتحدة مرتين بيع طائرة الرادار E-2D، المصممة لتكون منصة قيادة وتحكم ومراقبة قادرة على تتبع أكثر من 3000 هدف جوي وبري في وقت واحد، وذلك لاعتمادها على الرادارات الأرضية.
وأكد تقرير البنتاغون حول القوة العسكرية الصينية لعام 2024 أن بكين لم تتراجع عن استخدام القوة، ولا تزال مستعدة عسكريًّا ضد تايوان، مستندة إلى قدراتها المتزايدة في مجالات متعددة.
وصرح العقيد جيانغ بين، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، أن قضية تايوان تمثل "جوهر المصالح الجوهرية للصين" والخط الأحمر الأول في العلاقات الصينية الأمريكية، محذرًا واشنطن من استمرار التواطؤ العسكري مع تايوان.
في الوقت نفسه، لا يزال مستقبل مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان غير واضح، وسط التهديد العسكري الصيني والدعوة الأمريكية لحلفائها لتعزيز الإنفاق الدفاعي.
ويبرز هذا الوضع كأحد أبرز التحديات الاستراتيجية لتايوان، التي تسعى لموازنة قدراتها الدفاعية مع الضغوط الإقليمية المتصاعدة من الصين، في ظل سباق متواصل لتوسيع الأساطيل البحرية والتقنيات المضادة للغواصات.
