كشف قياديون جمهوريون أمريكيون لـ"إرم نيوز" عن حالة من التوتر تسود النقاشات الداخلية بين النواب الجمهوريين وقيادات الحزب في الكونغرس من جانب، والبيت الأبيض من جانب آخر، في الفترة التي تلت انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني الماضي في فرجينيا ونيوغرسي وبلدية نيويورك.
القياديون أوضحوا أن الناشطين المحليين والمرشحين الجمهوريين في الولايات الثلاث أبلغوا قيادات الحزب أنهم واجهوا حملات قوية من المنافسين الديمقراطيين تبنوا خلالها اتهامات مباشرة للرئيس ترامب والحزب الجمهوري بالفشل في معالجة أزمة تراجع قدرة الأمريكيين على مواجهة تكاليف الحياة المتزايدة في السنوات الأخيرة.
المسؤولون الجمهوريون كشفوا عن نقاشات داخلية مطولة بين قيادات المجلس ومحيط الرئيس دونالد ترامب الضيق في البيت الأبيض، وهي نقاشات انتهت إلى اتفاق بأن يتولى الرئيس شخصيا الدفاع عن حصاد عامه الأول الاقتصادي في البيت الأبيض من خلال تنظيم تجمعات في الفترة الحالية.
جزء من الاتفاق الداخلي كان بتوجيه اعتماد استراتيجية مواجهة الديمقراطيين بحقيقة أزمة غلاء الأسعار الحالية وتحميل الإدارة السابقة الفشل في التعامل مع معدلات التضخم الموروثة عن الرئيس السابق جو بايدن.
وأوضح القياديون أن الهدف الأساسي للجمهوريين هو السعي لضمان الإبقاء على الأغلبية الحالية في مجلس النواب ومحاولة توسيعها لمقاعد أكثر خاصة في الولايات الجمهورية التي أعادت توسيع ورسم خريطة دوائرها الانتخابية العام الحالي ومنها ولاية تكساس.
هذا الرهان، بحسب القادة الجمهوريين، حتى وإن كان يبدو مطمئنا في ظاهره إلا أنه ليس مطمئنا بالكامل بالنظر إلى المزاج الانتخابي المتقلب عادة في مواعيد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، حيث عادة ما يخسر الرئيس الجالس في البيت الأبيض هذه الانتخابات؛ لأنها تأتي في منتصف ولايته الرئاسية.
وفي خطوة لتعزيز حظوظ الجمهوريين يقول القادة الذين تحدثوا لـ"إرم نيوز" إن فريق الرئيس ترامب وضع خريطة طريق لإظهار اهتمام الرئيس بالأوضاع المعيشية للعائلات الأمريكية.
واحدة من هذه المبادرات التي أعلنها البيت الأبيض بحسب قادة الحزب كانت اللجوء إلى تقديم مساعدات مالية مباشرة لمزارعي الذرة الذين تضررت تجارتهم خلال أزمة الرسوم الجمركية مع الصين.
هذه الحزمة من المساعدات سوف يستعين فيها البيت الأبيض بعائدات الرسوم الجمركية، وهو أمر من شأنه أن يقدم رسالة سياسية مزدوجة، الأولى تظهر نجاح سياسات الرسوم في جلب موارد مالية للولايات المتحدة، والثانية جعل هذه الأموال تذهب مباشرة لجيوب المزارعين الذين كانوا واحدة من الفئات الداعمة للرئيس ترامب في حملة سعيه لولاية رئاسية ثانية.
وذكر القادة الجمهوريون أن اعتماد الديمقراطيين على فكرة تحميل الجمهوريين مسؤولية تراجع القدرة الشرائية للأمريكيين في العام الأخير مرفوضة؛ لأن التضخم كان حالة سابقة لوجود الجمهوريين في الكونغرس والبيت الأبيض.
ويقول الرئيس ترامب خلال اجتماعاته اليومية في البيت الأبيض إن هذا الخطاب من جانب الديمقراطيين خدعة يستخدمها الديمقراطيون لإبعاد الأنظار عن مسؤوليتهم المباشرة في خلق هذه الأوضاع.
هذه التصريحات تكررت مرة أخرى خلال أول تجمع انتخابي يعقده الرئيس ترامب منذ إقرار مشروعه لاتفاق الإصلاح الضريبي الذي كان الكونغرس أقره في يوليو تموز الماضي بولاية بنسلفانيا.
ترامب جدد اتهامه للإدارة السابقة محملا إياها مسؤولية الوضع المالي الحالي للعائلات الأمريكية مركزا خطابه على مفردات حملته الرئاسية الأخيرة بحديثه على أن الولايات المتحدة كانت غائبة عن المسرح الدولي في عهد الرئيس السابق وها هي تعود اليوم إلى ممارسة قيادتها المؤثرة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
منذ خروجها من الكونغرس تحولت النائبة الجمهورية المستقيلة مارجوري غرين تايلور إلى حالة مثيرة للقلق بين الجمهوريين وذلك على خلفية إعلانها تخليها عن خطاب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" وتحمسها لخطاب "أمريكا أولا".
تايلور التي عادت إلى واجهة النقاش بظهورها الإعلامي وحديثها عن خلافاتها العميقة مع الرئيس ترامب باتت تشكل حالة واردة الحدوث مع نواب جمهوريين آخرين في الكونغرس.
ويقول القادة الجمهوريون لـ"إرم نيوز" إنه حتى هذه اللحظة أعلن سبعة وعشرون من النواب الجمهوريين في الغرفة الأولى عدم رغبتهم في التجديد لولاية جديدة، وهذا مؤشر وإضافة إلى الرسالة المعنوية السلبية الداخلية، ما يزيد من حظوظ الديمقراطيين في المنافسة على مقاعد هي الآن في رصيد الجمهوريين، وهو أمر سوف يعقّد مهمة الجمهوريين أكثر في محاولة الإبقاء على الأغلبية الحالية في الكونغرس.
هذا الوضع يثير قلقا واضحا بين قيادات الحزب في موسم انتخابي سوف ينطلق مباشرة بنهاية موسم الأعياد في نهاية العام الحالي.
ويشير القادة الجمهوريون إلى أنهم سيكونون خلال فترة الشهور العشرة المتبقية لموعد الانتخابات مضطرين للتعامل مع ضغط الوقت والحاجة للدفاع عن منجزاتهم وكذلك مواجهة المنافسين الديمقراطيين في تجمعات الحملة الانتخابية لانتخابات التجديد النصفي في نوفمبر من العام المقبل.