أعلنت النائبة الأمريكية مارجوري تايلور غرين، الحليفة السابقة البارزة للرئيس دونالد ترامب، في الكونغرس، استقالتها الجمعة من مجلس النواب بعد خلافها مع الرئيس الجمهوري بشأن ملفات إبستين وقضايا أخرى.
وأعلنت مارجوري غرين، وهي من ولاية جورجيا، في مقطع مصور، نشرته عبر حسابها بمنصة "إكس"، عزمها على الاستقالة من الكونغرس وأن آخر يوم عمل لها "سيكون في 5 يناير/ كانون الثاني 2026".
لم تكن استقالة النائبة الأمريكية مارجوري تايلور غرين خطوة عابرة في المشهد السياسي الأمريكي، فغرين تُعد واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل داخل الحزب الجمهوري، وواحدا من أقرب الحلفاء السابقين للرئيس دونالد ترامب داخل الكونغرس، قبل أن يتحول التحالف إلى صدام مباشر.
مارجوري تايلور غرين، المولودة في 27 مايو 1974، هي سياسية وسيدة أعمال أمريكية من ولاية جورجيا، وعضو بارز في الحزب الجمهوري.
انتُخبت تايلور غرين عن ولاية جورجيا عام 2020، وسرعان ما اشتهرت بخطابها الشعبوي وبمواقفها اليمينية المتشددة، وبتبنّيها لعدد من نظريات المؤامرة.
تحولت في غضون أشهر إلى واحد من أبرز وجوه التيار القومي المحافظ داخل الحزب الجمهوري، وحليفة شرسة لترامب، خصوصا خلال معاركه ضد الديمقراطيين والإعلام والمؤسسة الحاكمة في واشنطن.
شكلت استقالة مارجوري غرين المفاجئة من مجلس النواب تتويجا لمسار من التوتر المتصاعد مع الرئيس الجمهوري، بعدما دخلت في خلاف علني معه بشأن ملفات جيفري إبستين وقضايا سياسية داخلية، وانتقدت ما اعتبرته "محاولات لطمس حقائق حساسة" داخل الحزب حول علاقات بعض الشخصيات بقضية إبستين.
وبحسب مقربين منها، فقد شعرت غرين بأن الحزب يسعى إلى معاملتها كـ"صوت مزعج" يجب إسكاته، خاصة بعد مطالبتها بنشر كامل الوثائق المرتبطة بالقضية، وهو ما أثار خلافا مباشرا مع ترامب، الذي كان يفضّل إدارة الملف سياسيا بقدر أكبر من الانضباط والسرّية.
كانت غرين إحدى أكثر الشخصيات صخبا وتأثيرا داخل حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، قبل أن يفاجئ الرئيس الأمريكي في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني بسحب دعمه لها، ممهّدا بقطيعة سياسية غير مسبوقة.
وأتبع ترامب قراره بسلسلة منشورات حادة على منصة "تروث سوشال" هاجم فيها غرين بشكل لاذع، واصفا إيّاها بأنها "خفيفة" و"خائنة" للحزب الجمهوري.
غرين من جهتها قالت لاحقا إنها "تلقت موجة تهديدات" بعد هجوم ترامب عليها؛ ما جعل الخلاف يتجاوز حدود السياسة إلى صدام مكشوف داخل التيار ذاته.
لم تكن غرين يوما شخصية تقليدية داخل المؤسسة التشريعية؛ إذ اشتهرت بأسلوبها التصادمي، ورفضها تقديم تنازلات داخلية، ودعمها الاقتراحات الأكثر تطرفا في ملفات الهجرة والسياسة الداخلية، إلى جانب مواجهتها المستمرة للديمقراطيين، الذين عدّوها "رمزا للخطر الشعبوي داخل الكونغرس".
أبرز ما تكشفه استقالة غرين هو عمق الانقسامات داخل الحزب الجمهوري، حيث بدأت تظهر خطوط صدع بين التيار التقليدي و"ترامبية" الحزب، وبين حلفاء الأمس الذين تحولوا إلى خصوم.
وبحسب صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، فإن "رحيل مارجوري يسلط الضوء على الانقسامات المتزايدة داخل الحزب الجمهوري مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، ويثير تساؤلات حول توجه الحزب ووحدته".