logo
العالم

تايلور غرين.. القصة الكاملة لانفصال أبرز وجوه "ماغا" عن ترامب

غرين إلى جانب الرئيس ترامب في حدث انتخابي عام 2024المصدر: (أ ف ب)

في خطوة صادمة لمجتمع السياسة الأمريكية، شهدت العلاقة بين الرئيس دونالد ترامب وعضوة الكونغرس عن ولاية جورجيا، مارغوري تايلور غرين، أول انشقاق كبير خلال رئاسته. 

كانت غرين، المعروفة بدعمها الحماسي لأيديولوجية "ماغا" (Make America Great Again)، من أبرز الوجوه التي أعادت زخم أفكار ترامب بعد هزيمته في انتخابات العام 2020، لكنها انقلبت تدريجيًا على الرئيس بسبب خلافات سياسية وأزمة ملف جيفري إبستين، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

هل تتمرد "ماغا" على ترامب؟

بداية الأزمة.. انتقاد ترامب علنًا

أعلن ترامب سحب دعمه لمارغوري تايلور غرين، واصفًا إياها بـ"ماغي المجنونة" التي لا تفعل سوى الشكوى المستمرة، وهو موقف كان من المستحيل تخيله في بداية العام.

وفي فترة قصيرة، انتقدت غرين البيت الأبيض بشكل متزايد، حتى إنها وجهت اتهامات مباشرة للرئيس في طريقة تعامله مع قضية إبستين.

وردت غرين على هذه الاتهامات في مقابلة مع شبكة "CNN"، مؤكدة أنها تعمل على تهدئة التوترات السياسية، وأنها تسعى للابتعاد عن "السياسة السامة".

هذا التمرد الأخير من قبل واحدة من أكثر النواب إثارة للجدل في الكونغرس كان غير متوقع قبل بضعة أشهر.

النشأة والمسيرة السياسية

ظهرت مارغوري تايلور غرين على الساحة السياسية في عام 2020، عقب هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وولدت غرين في ولاية جورجيا، وعملت لفترة قصيرة في شركة البناء العائلية، قبل أن تترشح لمقعد في مجلس النواب عن دائرة جمهورية في شمال الولاية.

كانت غرين مثيرة للجدل، واستقطبت الانتباه بسلوكها العدواني وتصريحاتها المثيرة في وسائل الإعلام خلال حملتها الانتخابية.

ومع ابتعاد ترامب مؤقتًا عن الأضواء، أخذت غرين زمام المبادرة، وظهرت منشورات قديمة لها على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم نظرية المؤامرة لحركة المتطرفين البيض "QAnon"، بالإضافة إلى رسائل داعية لقتل رئيسة الديمقراطيين في الكونغرس آنذاك، نانسي بيلوسي. 

وخلال تلك الفترة، شنت غرين هجومًا على أحد عشر نائبًا جمهوريًا في الكونغرس صوتوا، مع الديمقراطيين، لاستبعادها من أي لجنة برلمانية.

وتم حظر غرين من منصة تويتر سابقًا، "إكس" حاليًا، لكنها عززت بذلك مكانتها كرمز للخط الجمهوري المتشدد، مؤكدة أن "ماغا لم تمت".

ووصفت مجلة "نيويورك تايمز" مشاكل غرين بأنها تمثل تحديًا لكل من "مجلس النواب، والحزب الجمهوري، والبلاد"، في وقت يعتقد فيه اليسار أنه هزم ترامب والشعبوية التي أسرت اليمين الأمريكي.

"الطلاق الوطني" والسياسة الخارجية

وسرعان ما أصبحت غرين واحدة من أبرز ممثلي القاعدة الشعبية الموالية لترامب، إذ انتقدت سياسات اللقاحات للرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، ورفضت ارتداء الكمامة في الكونغرس، ما كلفها غرامات بلغت 48 ألف دولار، وناصرت سياسة "أمريكا أولًا"، وانتقدت المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

كما انتقدت السياسات التي اعتبرتها تقدمية أو "استيقاظية"، وأعلنت عن فكرة "الطلاق الوطني" بين الولايات الزرقاء الديمقراطية والولايات الحمراء الجمهورية، ما أثار جدلًا واسعًا، وذكّر بمخاوف من صراعات داخلية تاريخية.

وبعد انتخابات منتصف الولاية عام 2022، سعت غرين لتعزيز نفوذها في الكونغرس، ودعمت انتخاب كيفن مكارثي كزعيم للأغلبية، وفي المقابل، تم تعيينها في لجان هامة مثل لجنة الأمن القومي والرقابة.

الطموحات الرئاسية والانفصال عن ترامب

سعت غرين لاحقًا للترشح لمنصب نائب الرئيس، معتقدة أن ترامب سيختارها، إلا أن الرئيس اختار شخصًا آخر من نفس التيار، لكنه أكثر ارتباطًا بالجناح التقليدي للحزب الجمهوري، وهو السيناتور جي دي فانس.

وفي العام الجاري، بدأت غرين تبتعد عن ترامب رسميًا، رغم أنها ما زالت تُعلن ولاءها له، حيث انتقدت سياساته في الشرق الأوسط، ودعمت قرارًا ديمقراطيًا بإنهاء المجاعة في غزة، وكانت الوحيدة بين الجمهوريين التي وصفت حرب إسرائيل في القطاع الفلسطيني بأنها "إبادة جماعية".

كما انتقدت رفض الإدارة تمديد دعم التأمين الصحي، متهمة ترامب بعدم التركيز على مشاكل الناخبين الاقتصادية، وقالت: "لقد فقدت البوصلة"، وفق تصريحات ترامب.

أخبار ذات علاقة

 أحد المؤيدين يرفع قبعة ترامب

التايمز: ترامب يُخاطر بإثارة غضب أنصار "ماغا" بسبب سياساته

قضية إبستين والانفصال النهائي

وجاء الانفصال في سياق قضية إبستين المثيرة للجدل، حيث طالبت غرين بنشر الملفات المتعلقة بالفضيحة، متهمة ترامب بمحاولة حجب الحقيقة.

ووصفت ترامب بأنه لم يعد يرد على مكالماتها منذ إعادة انتخابه، معتبرة ذلك جزءًا من سبب خلافها معه.

وفي نهاية المطاف، طلب ترامب نشر الملفات، وأكد خلال أزمة "الإغلاق الحكومي" أنه سيتابع قضايا التأمين الصحي، في حين تتجه الأنظار الآن نحو تحركات داخلية في الولايات المتحدة مع اقتراب انتخابات منتصف الولاية لعام 2026.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC