هل بدأ الصراع قبل أوانه؟ داخل الحزب الجمهوري الأمريكي، يبدو أن معركة الخلافة بدأت تلوح في الأفق، قبل أن يغادر الرئيس دونالد ترامب الساحة السياسية.
النتائج الأخيرة للانتخابات المحلية كشفت هشاشة الحزب عندما يغيب ترامب عن بطاقة الاقتراع، ما أثار تساؤلات صادمة: من سيرث إرثه؟ ومن سيكون الوجه الجديد للتيار الذي أعاد تعريف السياسة الجمهورية؟
في الكواليس، هناك تحركات مبكرة لا يمكن تجاهلها. نائب الرئيس جيه دي فانس، المعروف بخطابه المباشر والالتزام ببرنامج ترامب، يبدو الأوفر حظًا لترشيح الحزب في 2028، وفق تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي لم يخف دعمه له علنًا وسريًا.
لكن الصدام الحقيقي ليس مباشرًا بعد، فهو يظل بين الصداقة والتحالف من جهة، والطموحات الشخصية من جهة أخرى.
روبيو نفسه، الذي عرفه الجميع كلاعب محوري منذ سباق الرئاسة في 2016، يحاول رسم صورة الشريك الاستراتيجي المثالي، وربما يكون نائبًا لفانس، أو العكس.
بينما ترمب يراقب، يلوّح بالخيارات، ويترك الحزب في حالة ترقب مستمر. ما نراه الآن ليس مجرد استعداد لانتخابات بعيدة، بل بداية اختبار لوحدة الجمهوريين وولائهم للزعيم، وما إذا كان الحزب قادرًا على إعادة تشكيل نفسه بعد رحيل الرجل الذي ظل يهيمن على القاعدة لمدة عقد كامل.
القاعدة الجمهورية نفسها ليست متحمسة للتغيير بعد، وهنا تكمن المفاجأة: من سيجذب هؤلاء الناخبين؟ من سيحافظ على "روح ترامب" ويضيف لمسته الخاصة؟
الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد ليس فقط من سيترشح في عام 2028، بل مستقبل الحزب الجمهوري ككل.
إذاً، ما يبدو مجرد تموضع سياسي مبكر، هو في الواقع بداية صراع السلطة الحقيقي. معركة الخلافة بدأت قبل أن يغادر "الملك ترامب".
ومن الآن، كل حركة وكل تصريح يمكن أن يشعل شرارة المنافسة التي ستغير وجه السياسة الأمريكية في السنوات القادمة.