ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

تُركت وحيدة على جبهة أوكرانيا.. أوروبا لن تدعم ترامب في أي مواجهة مع فنزويلا

نيكولاس مادورو ودونالد ترامبالمصدر: رويترز

قال خبراء سياسيون فرنسيون متخصصون في الشأن الأوروبي إن التوتر المتصاعد بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفنزويلا قد لا يقابل بدعم أوروبي واسع، معتبرين أن أوروبا لن تنخرط في أي مواجهة جديدة في أمريكا اللاتينية، بينما تشعر بأنها تُركت شبه وحيدة في الحرب الأوكرانية.

ويرى الخبراء أن الرسالة السياسية الأوروبية باتت واضحة إذا لم تدعم واشنطن أوروبا في أوكرانيا، فلن تتوقع أن تقف القارة العجوز خلف مغامرة عسكرية في نصف الكرة الغربي، وفق تعبيرهم.

أخبار ذات علاقة

ترامب ومادورو

صوت الحرب يعلو.. هل يملك ترامب حرية "إشعال النار" في فنزويلا؟ (فيديو إرم)

وقالت تاتيانا جولوفينا، الباحثة الفرنسية المتخصصة في الأمن الأوروبي والعلاقات الدولية، إن أوروبا تشعر بأن التزام البيت الأبيض في الحرب الأوكرانية بات متذبذبًا، وإن بعض العواصم الكبرى ترفض فكرة دعم حرب لا تتوافق مع أولوياتها الدفاعية.

وأضافت في تصريح لـ"إرم نيوز": "هناك غضب داخل العواصم الأوروبية من ازدواجية واشنطن. لا يمكن أن تطلب أمريكا من أوروبا خوض صراع ضد فنزويلا، بينما تتراجع هي نفسها عن دعم أوكرانيا في لحظة مصيرية"، موضحة أنه "بالنسبة لباريس وبروكسل وبرلين، الأولوية هي الجبهة الأوكرانية، وليس فتح جبهة جديدة في الكاريبي".

واعتبرت جولوفينا أن الموقف الأوروبي أصبح علنيًا وليس مجرد انزعاج دبلوماسي، موضحة أنه "بشكل واضح، إذا لم تلتزم واشنطن تجاه كييف، فسيتراجع الحماس الأوروبي تجاه أي مواجهة أمريكية خارج حدود أوروبا".

وأشارت إلى أن بعض الدول الأوروبية تعتبر أن فتح جبهة جديدة قد يفكك أوروبا من الداخل، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية، وارتفاع أسعار الطاقة، وعودة تيارات سياسية يمينية تعارض التدخلات العسكرية الخارجية.

ورأت أن "الأوروبيين يشعرون أنه إذا تراجعت واشنطن عن أوكرانيا، فسيكونون وحدهم في مواجهة روسيا، لذلك فإن التفكير بالمشاركة في حرب في فنزويلا يبدو شبه خيالي" وفق تعبيرها.

من جانبه، قال سبستيان ميار، الباحث الفرنسي في الشؤون الأوروبية والمدير السابق لمعهد جاك دولور، إن عهد ترامب شهد تراجع الثقة بين ضفتي الأطلسي، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي، وإن هذا الإرث لا يزال حاضرًا بقوة في حسابات الحكومات الأوروبية.

وأوضح ميار لـ"إرم نيوز" أن "ترامب طلب من أوروبا الاصطفاف ضد فنزويلا، لكنه في الوقت نفسه كان أقل التزامًا في دعم أوكرانيا. هذا تناقض غير مقبول بالنسبة لأوروبا، التي تعتبر أن المعركة الحقيقية بالنسبة للأمن الأوروبي تجري على الأرض الأوكرانية".

وأشار إلى أن فكرة دعم حرب جديدة بقيادة واشنطن تصطدم بالواقع السياسي داخل الاتحاد الأوروبي، موضحا أن "باريس وبرلين وروما تدرك أن فتح جبهة في أمريكا اللاتينية سيعطي روسيا فرصة أكبر للتقدم في أوكرانيا، والأوروبيون لن يخسروا شرقهم ليقاتلوا من أجل غرب واشنطن" وفق تعبيره.

رسالة أوروبية لواشنطن

ورأى الباحث الفرنسي أن العواصم الأوروبية تسعى لإيصال رسالة واضحة: التزام واشنطن في أوكرانيا شرط لأي شراكة عسكرية موسعة، وأنه لا حرب جديدة قبل ضمان دعم ثابت ضد روسيا، مشيرًا إلى أن أوروبا لن تدفع ثمن صراعات خارج أولوياتها.

وتابع أن "التحالف عبر الأطلسي لن يعود كما كان إذا استمرت هذه الازدواجية. أوروبا أصبحت تفكر بمنطق مصالحها أولًا، لا بمنطق التبعية" وفق قوله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC