أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لا تخشى الدخول في مفاوضات جادة للتوصل إلى اتفاق عادل، مؤكداً أن تحقيق ذلك يتطلب رفعاً ملموساً وقابلاً للتحقق من العقوبات، في إشارة إلى وجود "نافذة قصيرة من الفرص" لإنهاء الأزمة عبر الدبلوماسية.
وفي مقال نشره في صحيفة "الغارديان"، وجّه عراقجي رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شدد فيها على أن إيران لم تسعَ يوماً إلى امتلاك سلاح نووي، معتبراً أن هذا الموقف يمثل عقيدة استراتيجية قائمة على اعتبارات دينية وأخلاقية وأمنية، وليس مجرد تكتيك سياسي.
وأشار عراقجي إلى أن سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجتها واشنطن خلال الولاية الأولى لترامب لم تؤدِّ إلا إلى "مقاومة قصوى"، لافتاً إلى أن تبنّي الروايات الإسرائيلية دون تمحيص كلّف الولايات المتحدة مواردها وأضعف مكانتها الدولية، وزجّ بها في صراعات لا تخدم مصالحها.
وانتقد عراقجي الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة، مؤكداً أن ما جرى في غزة ولبنان وسوريا واليمن وحتى إيران وقطر لا يمكن تبريره تحت مسمى "الدفاع عن النفس"، محذراً من أن معظم دول المنطقة باتت مهددة بسبب هذه السياسات.
وأكد أن هناك زخماً إقليمياً متزايداً لاحتواء ما وصفه بـ"التهديد المشترك" المتمثل بإسرائيل، معتبراً أن ذلك أسهم في تقويض اتفاقات أبراهام وفتح الباب أمام أشكال جديدة من التعاون الإقليمي.
وشدد عراقجي على أن إيران ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، رغم ما وصفه بمحاولات إسرائيل عرقلة المسار الدبلوماسي خلال المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن التفاوض لا يعني الإملاء أو فرض شروط الاستسلام، داعياً واشنطن إلى مخاطبة الشعب الإيراني بلغة الاحترام ومن دون شروط مسبقة.
وأكد أن الإيرانيين لن يتخلوا عن حقوقهم المشروعة المنصوص عليها في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك حقهم في الوصول إلى التكنولوجيا النووية السلمية.
وختم وزير الخارجية الإيراني بالقول إن من يمتلك الشجاعة للسير في طريق جديد أمامه فرصة حقيقية لكسر دائرة الأزمات، معتبراً أن إنهاء أزمة غير ضرورية عبر السلام والدبلوماسية يتطلب شجاعة أكبر من مجرد الاستمرار في النهج السابق.
في سياق متصل، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قالیباف أن طهران لا تحتاج إذناً للدفاع عن أمنها، محذراً من رد واسع وحاسم على أي عمل عدائي، قد يحمل مفاجآت.
وقال قالیباف عبر حسابه في منصة "إكس"، إن قرارات وإجراءات إيران في إطار الدفاع المشروع عن نفسها وتأمين مصالحها الوطنية ليست بالضرورة قابلة للتنبؤ، ولن تكون نسخة مكررة عن ردود الفعل السابقة، مشددًا على أن طهران تحتفظ بحقها الكامل في اختيار زمان ومكان وشكل الرد.
