كشفت تركيا عن خطط لتعزيز نفوذها في جنوب القوقاز، من خلال سلسلة مشاريع نقل كبرى؛ ما يفتح نافذة محتملة للتعاون مع روسيا في إعادة تشغيل خط سكة أبخازيا، الذي قد يربط قريبًا السكك التركية بالروسية عبر جنوب القوقاز.
وبحسب التقارير فإن أبرز هذه المشاريع هو مشروع تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية في شرق تركيا (ETMIC) بتكلفة 1.615 مليار دولار، الذي يشمل تحديث خط (ديفريجي–قارص–الحدود الجورجية) بالكهرباء ونظم الإشارات وإدارة الحركة المتقدمة لتعزيز حركة البضائع والنمو الإقليمي.
ويرى محللون أن هذا المشروع، الذي يشمل بناء جسور وأنفاق وتوسيع محطات السكك الحديدية، يمثل خطوة استراتيجية لأنقرة لتصبح لاعبًا محوريًا في الربط الإقليمي وتطوير «الممر الأوسط» الذي يربط البحر الأسود بآسيا الوسطى.
إلى جانب ذلك، تخطط تركيا لإنشاء خط السكة الحديدية السريعة (سامسون–طرابزون–ساربي) الذي يربط وسط تركيا بالحدود الجورجية، في حين تنفذ جورجيا طريقًا جديدًا من باتومي إلى الحدود التركية بطول 11.3 كيلومتر، عبر نفق لتجنب المناطق المأهولة؛ ما يعزز الترابط البري بين البلدين ويمهد لتدفق التجارة عبر الممر الأوسط.
ويعتقد مراقبون أن هذه المشاريع لا تعزز قدرة أنقرة التنافسية في النقل والبنية التحتية فحسب، بل إن هذا التلاقي بين المصالح التركية والروسية قد يُعيد صياغة ديناميات التجارة الإقليمية، ويجعل أنقرة لاعبًا أكثر تأثيرًا في شبكات النقل العابرة للحدود، مع فرص استراتيجية تمتد من روسيا مرورًا بجورجيا وصولًا إلى إيران.