logo
العالم

تصاعد القتال يفضح سياسة "التجنيد العشوائي" في بوركينا فاسو

تصاعد القتال يفضح سياسة "التجنيد العشوائي" في بوركينا فاسو
جنود في جيش بوركينا فاسوالمصدر: أ ف ب
04 يونيو 2025، 9:15 ص

مع تزايد الهجمات التي تشنها جماعات مثل نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، تصاعدت المخاوف والتحذيرات من أوساط حقوقية وسياسية في  بوركينا فاسو من سياسة تجنيد المدنيين وجرهم نحو جبهات القتال.

أخبار ذات علاقة

رئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري

بعد سيطرتهم على "مثلث الموت".. "الإخوة ديكو" يهددون عرش رئيس بوركينا فاسو

 وفي الأيام الماضية شنت هذه الجماعة، التي تتمركز أيضاً في مالي المجاورة، هجمات دموية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 270 جنديا في بوركينا فاسو وكذلك من المجندين؛ ما أحيا المخاوف من أن يدفع المدنيون الذين تم تجنيدهم ثمن الأزمة الأمنية التي تعيشها واغادوغو.

وكانت السلطات الانتقالية في بوركينا فاسو بقيادة الجنرال إبراهيم تراوري قد أعلنت في 2022 عن استراتيجية من أجل تعبئة 50 ألف مقاتل من المدنيين في محاولة لإعطاء زخم جديد للحرب على الجماعات المسلحة.

مجازفة كبرى

وتأتي هذه المخاوف في وقت كانت سيطرت فيه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مؤخرا على مدينة جيبو الرئيسة في شمال بوركينا فاسو، في تطور أثار تحذيرات من خطورة الوضع الميداني للجيش والميليشيات التابعة له، والتي تحاول الحد من نفوذ الجماعات المسلحة.

وعلق المحلل السياسي البوركيني، أماد سوادغو، على الأمر بالقول إن "هذه السياسة منذ أن تم تبنيها كانت تنطوي على مجازفة كبرى، وهي أن تدفع بمدنيين ليس لديهم خبرة في ميدان القتال لمواجهة متمردين ومسلحين تلقوا تدريباً جيداً في معسكرات سواء داخل بوركينا فاسو أو خارجها".

أخبار ذات علاقة

جنود من دولة بوركينا فاسو

بعد هجوم بوركينا فاسو "العنيف".. تنامي نفوذ الجماعات المتشددة في أفريقيا

 وأضاف سوادغو في تصريح لـ "إرم نيوز" أنه "مع مرور السنوات بدأ يتشكل وعي بخطورة الموقف؛ لأن الكثير من المجندين سقطوا إما على جبهات القتال أو غدراً في بعض المدن الرئيسة. وعلى السلطات التوقف فعلياً عن تجنيد المدنيين والزج بهم في معارك يصعب حتى على الجيش حسمها".

وشدد على أن "السلطات أيضاً عليها إعادة النظر في سياساتها الأمنية؛ لأن الأمور تسير نحو تدهور كبير، ونحو 65 بالمئة من الأراضي ليست تحت سيطرتها؛ ما يجعل الوضع مقلقا للغاية".

تعنت كبير

ومنذ وصوله إلى الحكم، وعد تراوري باستعادة الأمن والاستقرار وجلب الازدهار إلى بوركينا فاسو، لكن الأوضاع باتت معقدة، بحسب محللين.

وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إن "المجلس العسكري في بوركينا فاسو يتجاهل بشكل كبير أي دعوات إلى تعديل سياساته من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين أو الجنود رغم أن الهجمات تزيد من تراجع شعبيته، لكن هناك تعنتا كبيرا في هذا الصدد".

وتابع ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذا التعنت لن يجلب الأمن والاستقرار بل سيزيد الأمور تعقيدا؛ لأن الجيش لم ينجح في تحقيق أي مكاسب ميدانية طيلة الأشهر الماضية بل على العكس تتزايد الهجمات ومعها يصبح المجلس في ورطة حقيقية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC