أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف موقعًا عسكريًا في إقليم لوروم شمالي بوركينا فاسو، مؤكدة بأن الهجوم أسفر عن مقتل 200 جندي، وفقًا لتقرير موقع "سايت إنتليجنس" الاستخباري الأمريكي.
كما أفاد تقييم أمني فرنسي أن مسلحين مرتبطين بتنظيم "القاعدة" أطلقوا النار على مئات الأشخاص، ما أدى إلى مقتل حوالي 600 شخص في هجوم على مدينة بوركينا فاسو في أغسطس الماضي، وهو من بين الأكثر دموية في تاريخ المنطقة.
وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن هذا التقييم يضاعف تقريبًا عدد الضحايا المعلنين سابقًا، لافتة إلى أن الواقعة تمثل واحدة من أفظع المجازر في منطقة الساحل خلال العقود الأخيرة.
ويرى مراقبون أن تدهور الوضع الأمني يأتي على خلفية سلسلة الانقلابات العسكرية التي شنتها مالي وبوركينا فاسو والنيجر، والتي أدت إلى انسحاب القوات الفرنسية والأمريكية من المنطقة، ما زاد هشاشة الأمن وانتشار الفوضى.
توسع النفوذ المتطرف
وأوضح المحلل والباحث الأكاديمي المهتم بالشأن الأفريقي خالد عبد الرحمن أن الفقر والبطالة المستشريان في المنطقة يلعبان دورًا رئيسًا في تعزيز نفوذ هذه الجماعات، حيث يسهل استقطاب الشباب الباحثين عن فرص.
وأفاد عبد الرحمن أن ضعف المؤسسات الحكومية والأمنية في بوركينا فاسو ومنطقة الساحل ساعد على انتشار الجماعات المتطرفة التي تستغل الفراغ الأمني لتوسيع نفوذها، فيما أشار مراقبون إلى أن انتشار الأسلحة والنزاعات المسلحة المستمرة يسهل على الجماعات الإرهابية تنفيذ هجماتها وتوسعة مناطق نفوذها.
كما أكد عبد الرحمن أن التدخلات الأجنبية وغياب استراتيجيات فعالة لمكافحة التطرف أدت إلى زيادة حالة الفوضى، ما منح الجماعات الإسلامية فرصة لتقوية مراكزها عبر المنطقة.
مواجهة التطرف الشامل
أوضحت الباحثة والكاتبة سامية عبد الله أن تعزيز القدرات الأمنية وبناء مؤسسات حكومية قوية يجب أن يكون على رأس الأولويات لمواجهة الجماعات المتطرفة.
وأفادت عبد الله لـ"إرم نيوز" بأن تقديم برامج تنموية واقتصادية مستدامة يمكن أن تقلل من جاذبية "الجماعات الإسلامية" للشباب الباحثين عن فرص العمل ومصادر الدخل .
وفي السياق ذاته أشارت عبد الله إلى أهمية التعاون الإقليمي والدولي لتبادل المعلومات وتوحيد الجهود لمكافحة التطرف بأمان وفاعلية، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في عمليات التوعية والتعليم وتفعيل برامج إعادة الدمج والتأهيل للمقيدين السابقين لإحباط خطط هذه الجماعات.