أكد خبراء أن ضرب المواقع العسكرية والنووية الإيرانية خيار حاضر بشدة على أجندة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ولايته الجديدة.
وأصبح توجيه ضربات لمواقع نووية وعسكرية إيرانية أمراً وارداً بقوة، سواء من خلال إسرائيل مع توفير غطاء الدعم والمساندة لتل أبيب من جانب واشنطن، أو عبر المشاركة في هذه الضربات من خلال سلاح الجو الأمريكي.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن خيارات ترامب متنوعة بين الترغيب والترهيب تجاه إيران، وسط إصرار أمريكي على إضعاف طهران وأذرعها في المنطقة.
وتوقع الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، عدم دخول ترامب في حرب مباشرة مع إيران، وقال إنه سيساند كل الاستهدافات الموجهة إلى طهران، ودعم طموح إسرائيل بتوجيه ضربات إلى العمق الإيراني.
وبين الياسري أن ترامب أعلن في برنامجه الانتخابي العمل على إنهاء الحروب المباشرة، ولكنه في الوقت نفسه، أكد على المضي قدماً في إضعاف إيران، ولذلك لن تكون هناك حرب مفتوحة ولكنه سيدعم استهداف مناطق ومواقع معينة بضربات متكررة وموجعة، من خلال تل أبيب.
ولفت الياسري إلى أن من الخيارات التي سيعمل عليها ترامب في إضعاف طهران، الإجهاز على النفوذ الإيراني في أبرز محطاته الحالية في العراق واليمن، بجانب فرض المزيد من العقوبات على طهران والدول أو المنظومات التي تتعامل معها في المنطقة.
وتابع الياسري أن تحقيق رغبات ترامب في إضعاف إيران ونفوذها، ممهد بشكل كبير لاسيما في الوقت الحالي، بعد أن استنزفت طهران طاقتها في سوريا.
وقال إن "إيران قبل سقوط نظام الأسد شيء وبعده شيء آخر"، موضحاً أن سوريا كانت تمثل لإيران منطقة إعادة ترتيب تمركزات أجنحتها، ومحطة الإمداد والتحرك الرئيسة لتوسيع نفوذها.
وأشار الياسري إلى أن إمكانيات طهران في التعامل مع الضغط الأمريكي القادم ستكون محدودة؛ لأنها استنزفت قدرتها كثيراً.
ولفت إلى أن نظام الأسد لو كان سقط في عام 2011، لكان الضرر الواقع على طهران أقل بكثير، حيث فقدت إمكانيات مادية وعسكرية خلال 14 عاماً، وخسرت الكثير من ميليشياتها التي كشف غطاء الحماية عنها، ووجهت لها أقوى الضربات بدعم أمريكي، ومن ذلك استهداف حزب الله في لبنان عبر إسرائيل، وما جرى لميليشيات إيران ومستشاريها وخبرائها في سوريا مؤخراً.
ويقول الباحث السياسي المختص في الشأن الإيراني، باسم معلوف، إن الضربات قادمة لإيران بعد أن بات الغرب يرى أن الفرصة سانحة لإعادة تقييم وجودها، وسط قناعات ترامب بأن عدم التعامل بشكل جاد مع تعاظم إمكانيات طهران وسلاحها النووي، سيكون أداة ضد الغرب ليس في يد طهران فقط، ولكنه يشكل خطراً في حال تطوير التعاون الاستراتيجي بين الصين وإيران.
وأضاف معلوف أن ترامب يحضر إلى البيت الأبيض ولدية خطة عمل لكيفية ترويض إيران عبر مسارين متوازيين.
وأوضح أن ذلك سيتم باتباع سياسة العصا والجزرة، والبداية ستكون بالترهيب من خلال استهداف لمواقع ليس فقط داخل إيران ولكن لأذرعها، في ظل رؤية ترامب أنه لا استقرار منتظراً في الشرق الأوسط أو حماية لمصالح أمريكا بوجود نشاط تلك الأذرع الإيرانية.
وذكر معلوف أن مشاركة الولايات المتحدة من خلال سلاح الجو الأمريكي مع إسرائيل في توجيه ضربات لمواقع إيرانية عسكرية ونووية خيار قائم، مع مواجهة أي رد إيراني على الداخل الإسرائيلي، إثر أي استهداف للعمق من تل أبيب.
وتابع أن الذهاب إلى الترغيب بعد الترهيب من جانب ترامب سيكون من خلال شد حبل العقوبات، ليكون هناك تفاوض حول إخضاع طهران في المرحلة المقبلة، من خلال تقديم حوافز اقتصادية لطهران، حتى تلتزم بسياسة متزنة، تعطي استقراراً للمنطقة، مع منع أي تهديد لأمن إسرائيل.