إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
تشتد المواجهات على الجبهات الشرقية لأوكرانيا، تزامنا مع فشل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق بشأن فرض الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على روسيا، مما يعكس حالة من الانقسام العميق داخل التكتل.
ويثير هذا الانقسام مخاوف من أن يتحول هذا العجز الأوروبي إلى فرصة سانحة لموسكو لتوسيع رقعة سيطرتها، خصوصًا في مناطق مثل: خاركيف، وسومي.
ولم تخفِ رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كايا كالاس، خيبة أملها بعد اجتماع بروكسل، مؤكدة أن سلوفاكيا كانت العقبة الرئيسة أمام تمرير الحزمة الجديدة العقوبات ضد روسيا، وأن الاتحاد يدرس استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الدعم العسكري لكييف.
وأبدت كالاس ترحيبًا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداد بلاده لتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، مشددة على أهمية تقاسم الأعباء، في تلميح واضح إلى أن الاتحاد لا يريد الاستمرار في تحمل الكلفة وحده.
وفي ظل هذا التباطؤ الأوروبي، يرى مراقبون أن الكرملين سيستغل غياب التوافق داخل بروكسل لإحراز تقدم ميداني، خاصة في ظل تقارير تتحدث عن استعدادات روسية متزايدة تجاه خاركيف وسومي، في محاولة لترسيخ معادلة جيوسياسية جديدة تسبق أي تسوية محتملة.
أكد الخبراء، أن الاتحاد الأوروبي يواجه تصدعات داخلية متزايدة تقوض من قدرته على فرض حزمة جديدة ضد روسيا، خاصة بين دول سلوفاكيا، والمجر، ومالطا، والتي تمثل فشلًا مؤسسيًا في بلورة موقف موحد، ما يمنح موسكو فرصة ذهبية لمواصلة عملياتها العسكرية، وتوسيع نفوذها الجيوسياسي في أوكرانيا والمحيط الأوروبي.
وأضاف الخبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن العقوبات الاقتصادية لم تعد فعالة في ردع روسيا، التي تجاوزت عشرات الآلاف من القيود المفروضة عليها، بينما تستغل الانقسامات الأوروبية لتعزيز مكاسبها الميدانية.
وأشاروا إلى أن الدول الأوروبية المحاذية لروسيا باتت تشعر بعجز بروكسل عن تأمينها، ما يزيد من هشاشة الموقف الأوروبي، ويمنح الكرملين أوراق ضغط إضافية في أي مفاوضات مقبلة.
بداية، قال آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، إن الانقسام المتزايد داخل المعسكر الغربي تجاه روسيا يمثل عاملًا مشجعًا لموسكو على مواصلة عملياتها العسكرية داخل أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي حول الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات تعكس تصدعًا واضحًا في الموقف الأوروبي، لا سيما مع اعتراض كل من سلوفاكيا، والمجر، ومالطا.
وأكد ملحم لـ"إرم نيوز" أن الاتحاد الأوروبي يسعى للتخلي الكامل عن الطاقة الروسية بحلول عام 2028، إلا أن سلوفاكيا، التي لا تطل على بحار، أبدت قلقها من غياب الضمانات لاستمرار تدفق الطاقة.
وحذّر من تداعيات ذلك على المخزونات والأسعار، إضافة إلى احتمالات رفع رسوم عبور الطاقة، ما قد يدفع شركة غازبروم الروسية إلى ملاحقة براتيسلافا قضائيًا بدعوى خرق العقود، وهو ما قد يكلّف سلوفاكيا ما يصل إلى 20 مليار دولار.
وأشار مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، إلى أن سلوفاكيا طلبت رسميًا تمديد فترة الاعتماد على الغاز الروسي حتى عام 2034، لتأمين بدائل آمنة، في وقت تخشى فيه مالطا من انعكاسات العقوبات على شركاتها العاملة بهذا القطاع. واعتبر أن هذه الانقسامات تمنح موسكو هامش مناورة أكبر، وتُضعف جبهة الردع الغربية.
ويرى ملحم أن روسيا تسعى إلى توسيع سيطرتها الجغرافية وفرض منطقة عازلة مع أوكرانيا، رغم أن فاعليتها تظل محدودة في ظل الحروب الحديثة، والطائرات المسيرات.
ولفت إلى أن كل تقدم ميداني جديد من جانب موسكو يضاعف الضغط على أوروبا، ويثير قلقها مع اقتراب العمليات من الحدود.
وأكد أن العقوبات الغربية فقدت كثيرًا من فاعليتها، بعدما تجاوزت روسيا أكثر من 30 ألف إجراء عقابي منذ بدء الأزمة، ما يعزز قناعة موسكو بإمكانية فرض شروطها لاحقًا.
ولفت آصف ملحم، إلى أن سيناريو ضم مدن، مثل كييف وسومي، مطروح كورقة تفاوض مستقبلية، خاصة في ظل تجارب سابقة طُرحت خلالها فكرة المنطقة العازلة كما حدث في مفاوضات إسطنبول.
من جانبه، أشار إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيو - استراتيجية للدراسات، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراهن على تراجع الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا، بينما تعتمد واشنطن على الفتور الأوروبي كمدخل لتسهيل التفاوض مع موسكو.
وأضاف كابان لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة تتبع سياسة المراوغة في دعمها لكييف، فتمدها بالمساعدات أحيانًا، وتتراجع عنها أحيانًا أخرى، لضبط توازن التفاوض مع روسيا، في حين تستغل موسكو هذا التردد لفرض مزيد من الضغوط الميدانية.
ولفت إلى أن أوروبا رغم انقساماتها، لا تستطيع التراجع الكامل عن دعم أوكرانيا، لأن ذلك سيُضعف موقفها التفاوضي، ويمنح موسكو فرصة لفرض شروط قاسية، قد تشمل فك ارتباط كييف بالمعسكر الغربي، وإلزامها بالابتعاد عن الاتحاد الأوروبي.
وأضاف مدير شبكة الجيو - إستراتيجية للدراسات، أن دول أوروبا الشرقية المحاذية لروسيا، تعيش حالة قلق متصاعد من النفوذ الروسي، في ظل عجز الاتحاد الأوروبي عن توفير حماية فعالة ما يجعل استمرار دعم أوكرانيا خيار إستراتيجي يصعب التخلي عنه.
ووصف كابان المشهد العسكري بأنه حرب استنزاف وتكسير عظام، مؤكدًا أن موسكو تتقدم على بعض الجبهات، بينما تستعيد أوكرانيا مناطق أخرى بمساعدة الأسلحة الغربية.