الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) أن فيتنام رفعت وتيرة أعمالها في بناء الجزر الاصطناعية داخل جزر سبراتلي المتنازع عليها، في خطوة قد تضعها في موقع الندّ للصين، وربما تدفعها إلى تجاوز بكين في هذا السباق الجيوسياسي الساخن.
وأوضحت صور الأقمار الصناعية التي حلّلها المركز أن هانوي وسّعت أعمالها هذا العام لتشمل 8 شعاب مرجانية جديدة لم تطلها جولات الاستصلاح السابقة التي بدأت في 2021، بحسب "بلومبرغ".
وبذلك، أصبحت جميع المواقع الـ21 التي تحتلها فيتنام في سبراتلي أراضي اصطناعية، بعد أن كانت قبل 4 سنوات نصفها، تقريباً، مجرد شعاب فارغة لا تضم سوى هياكل بدائية.
وتشير وكالة "رويترز" إلى أن فيتنام أنشأت نحو 70% من حجم الأراضي الاصطناعية التي بنتها الصين في المنطقة حتى مارس/آذار 2025، ومع دخول المواقع الثمانية الجديدة، أكد التقرير أن فيتنام في طريقها إلى مضاهاة بكين – وربما تجاوزها في حجم التوسع.
ولفت المركز أيضاً إلى أن أعمال التجريف الجديدة لم تقتصر على الشعاب غير المستغلة، بل امتدت إلى مواقع كانت تحتضن بالفعل جزرًا اصطناعية متوسطة الحجم، مثل: أمبوينا كاي، وجريرسون ريف، وويست ريف، حيث جرى توسيعها بشكل لافت.
ورصدت الأقمار الصناعية كذلك بنية تحتية عسكرية آخذة في التشكل، منها مستودعات ذخيرة، وحاويات تخزين، ومنشآت أخرى في مواقع حساسة، بينها: بارك كندا، وديسكفري جريت، وشعاب بيرسون، وساند كاي.
ويرجّح الخبراء أن مدرج بارك كندا سيكون ثاني مدرج عسكري فيتنامي في سبراتلي، بعد المهبط الوحيد القائم حالياً، فيما تبدو طبيعة المنشآت الجديدة عائقاً أمام بناء مدارج كاملة في مواقع أخرى.
جاءت هذه التوسعات وسط توتر متصاعد؛ ففي مايو/أيار، قدّمت فيتنام احتجاجاً رسمياً على الصين والفلبين، متهمة إياهما بانتهاك سيادتها؛ وذلك بعد أن رفعت بكين عَلَمَهَا على شعاب غير مأهولة في أبريل، أعقبها تحرك عسكري فلبيني قريب من الموقع ذاته.
من جانبها، ترفض الصين أي أنشطة فيتنامية، وأكدت، في فبراير/شباط، أن أعمال هانوي في شعاب بارك كندا تمثل "انتهاكاً لأراضٍ صينية"، بينما تتمسك فيتنام بحقها السيادي على الجزر.
وتطالب الصين بملكية شبه كاملة لبحر الصين الجنوبي، رغم أحكام القانون الدولي التي تُبطل هذه المزاعم، ففي، العام 2016، قضت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بأن ادعاءات بكين "لا أساس قانونياً لها"، لكن الصين رفضت القرار.
في المقابل، تتمسّك دول عدة، بينها: فيتنام، والفلبين، وماليزيا، وبروناي، وتايوان، بمطالب متداخلة في المنطقة الغنية بالموارد.
ومع دخول فيتنام بقوة إلى حلبة "حرب الجزر"، يبدو أن بكين لم تعد اللاعب الوحيد في رسم الجغرافيا الجديدة لبحر الصين الجنوبي.