الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
استبعد خبراء صينيون أن تتولى بكين لعب دور في الضمانات المقدمة لأوكرانيا، نظرًا لقيود الموارد والسوابق التاريخية، رغم تلميحات موسكو بإدراج الصين كضامن لأمن كييف.
ومع اقتراب الحديث عن عقد لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تصدرت مسألة الضمانات الأمنية لكييف النقاشات حول أي اتفاق سلام محتمل.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن في مؤتمر صحفي أن موسكو وافقت خلال مفاوضات أبريل/نيسان 2022 على تطوير نظام ضمانات أمنية يشمل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ومن بينهم الصين.
غير أن باحثين صينيين يرون أن بكين لن تلعب دورًا رئيسيًا في هذه المسألة. ويقول تشو جون وي، مدير مركز هورايزون إنسايتس في بكين، إن من غير المتوقع أن تقدم الصين ضمانًا مباشرًا، موضحًا أن أي اتفاق جديد يجب أن يتضمن آليات تنفيذ واضحة لتجنب مصير مذكرة بودابست لعام 1994، التي انهارت بعد ضم روسيا للقرم ثم غزوها أوكرانيا.
وأشارت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ" الصينية نقلًا عن محللين أن الصين لم تكن طرفًا موقّعًا على مذكرة بودابست، لكنها أصدرت في 1994 بيانًا تعهّدت فيه بعدم التهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا، وهو ما اعتُبر ضمانًا محدودًا ومرتبطًا بعملية نزع السلاح النووي آنذاك، لكن اليوم الظروف مختلفة تمامًا.
يرجح الخبراء أن بكين قد تنخرط فقط في تقديم بيانات سياسية أو المشاركة عبر آليات الأمم المتحدة، لكنها لن تتحمل أعباء عسكرية أو أمنية مباشرة.
ويقول سونغ بو، الباحث في جامعة تسينغهوا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ"، إن روسيا والولايات المتحدة تسعيان إلى إشراك الصين لتعزيز ثقل المفاوضات، لكن بكين "لن تكون أكثر من شاهد أو ضامن سياسي".
أما جين كانرونغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشعب الصينية، فيرى أن الصين ستظل حذرة من التدخل المباشر في الملف الأوكراني، مضيفًا: "أوروبا بعيدة عن مصالحنا المباشرة، وإذا جلس الجميع للتفاوض بجدية فلن تقدّم الصين سوى تمنياتها بالتوصل إلى اتفاق سلام".
أما بالنسبة للموقف الرسمي، فقد أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ أن بلادها ستواصل دعم الحوار والوساطة "بطريقتها الخاصة"، في حين شدد خبراء مثل رانا ميتر من جامعة هارفارد على أن الصين معنية بالاستقرار الأوروبي نظرًا لأهمية السوق الأوروبية لها في مجالات التكنولوجيا والاستثمار.
استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انضمام الصين إلى قائمة الضامنين، قائلاً إن بلاده "لا تحتاج إلى أطراف لم تساعدها عندما كانت في أمسّ الحاجة".
في المقابل، أشار بوتين إلى استعداد دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإرسال قوات، بينما نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي نية لإرسال قوات أمريكية ضمن الضمانات.
دور لموسكو في حماية أوكرانيا.. تصريح روسي مفاجئ "يفرمل" التقدم الدبلوماسي
بدوره، شدد لافروف على أن أي نقاش حول أمن أوكرانيا لا يمكن أن يُجرى من دون روسيا، معتبراً أن تجاهل موسكو في هذه العملية سيكون "طريقًا إلى لا شيء".
كما أكد استعداد الكرملين لرفع مستوى التمثيل في المفاوضات المقبلة مع كييف، مع التشديد على ضرورة الإعداد الدقيق لأي لقاء رفيع المستوى.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الصين ستظل بعيدة عن لعب دور الضامن الأمني المباشر لأوكرانيا، مكتفية بدور المراقب أو الشريك السياسي.
وبينما ترغب موسكو في إشراكها لتعزيز ثقلها، تفضّل بكين الحفاظ على مسافة آمنة، مراعية مصالحها الاقتصادية في أوروبا وعلاقاتها الدبلوماسية المتوازنة.
