مع اقتراب موعد تسلّمها أول قاذفتين من صواريخ كونغسبرغ البحرية (NSM) في أغسطس/آب الجاري، تدخل ماليزيا مرحلة جديدة في جهودها الرامية لتعزيز قدراتها الدفاعية، بعد سنوات من التعثر التي أصابت برنامج سفن القتال الساحلية (LCS).
ولم يُخفِ رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم إحباطه من سنوات التأجيل، لكنه بدا أكثر حزمًا وهو يتحدث أمام البرلمان، قائلا: "أؤكد على عام 2025، لأن هذا المشروع استغرق سنوات طويلة مع دراسات لا نهاية لها، لكن الإدارة الآن أصبحت أكثر تنظيمًا".
وتعهد "أنور" بتسليم 48 سفينة حربية جديدة بحلول نهاية 2025، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس إدراك كوالالمبور لحجم التحديات المحيطة بها.
وذكر "أنور" أنه "كان من المفترض أن يرى البرنامج النور العام 2019، لكن سوء الإدارة وتجاوز التكاليف أطاح بالجدول الزمني، قبل أن تعيد الحكومة هيكلته العام 2022".
وأكد أن اليوم بدأت النتائج بالظهور، فقد أُطلقت أول فرقاطة، KD Maharaja Lela، في مايو/أيار 2024، على أن تخوض تجاربها البحرية في ديسمبر/كانون الأول 2025، بينما أُطلقت السفينة الثانية في مايو/أيار 2025، على أن يُستكمل المشروع بتسليم السفينة الخامسة والأخيرة عام 2029.
بموازاة هذه التطورات، جاءت تصريحات وزير الدفاع الماليزي محمد خالد نور الدين لتذكّر بأن التحديات ليست تقنية فقط، بل إقليمية أيضًا.
ففي كلمته بافتتاح الاجتماع التاسع عشر لقادة القوات البحرية لدول آسيان في بينانغ، قال: "إذا لم تتحرك آسيان الآن، فسيتعرض استقرارنا البحري لخطر شديد، ويجب ألا ندع مناطقنا البحرية السيادية تقع في أيدي قوى أجنبية".
الوزير شدد على ضرورة الحفاظ على مركزية وحياد آسيان، محذرًا من تصاعد "تكتيكات المنطقة الرمادية، والتوغلات الأجنبية، والإكراه البحري، والتآكل الخفي للسيادة".
بؤرة التوتر
لم تأتِ التحذيرات من فراغ، فالتوترات في بحر الصين الجنوبي تتفاقم يومًا بعد يوم. ففي 11 أغسطس/آب، شهدت المنطقة حادثة مثيرة عندما اصطدمت كورفيت صينية من طراز 056 (3104) بالمدمرة غويلين (164) من طراز 052D التابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي، خلال مواجهة مع سفينة فلبينية.
وفي الوقت ذاته، تشارك عشر سفن من ثماني قوات بحرية بدول آسيان في المناورات البحرية المتعددة الأطراف الثالثة للرابطة.
اللافت كان الحضور الميانماري عبر الفرقاطة من فئة كيان سيت ثار يو إم إس كينج سين فيو شين؛ ما أضفى بعدًا رمزيًا على التعاون البحري الإقليمي.