إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تعزيز حماية المؤسسات الإسرائيلية واليهودية في ألمانيا، تحسباً لأي استهداف محتمل من إيران.
وتعكس خطوة المستشار الألماني قلق أوروبا المتزايد من تداعيات الصراع بين طهران وتل أبيب، على خلفية سلسلة ضربات جوية إسرائيلية طالت عدة أهداف إيرانية، ردت عليها طهران بإطلاق صواريخ مكثفة على أهداف في إسرائيل.
وقال ميرتس، قبيل توجهه إلى قمة مجموعة السبع في كالغاري بكندا: "نحن نستعد في ألمانيا للاحتمال الذي قد تقدم فيه إيران على استهداف مؤسسات إسرائيلية أو يهودية"، مؤكدًا أن الصراع المتفاقم بين البلدين "سيتصدر جدول أعمال قمة "G7".
وشدد على أن إسرائيل تملك "الحق في الدفاع عن نفسها" في وجه ما وصفه بـ"التهديد الوجودي" المتمثل في البرنامج النووي العسكري الإيراني، الذي تؤكد طهران أنه مخصص لأغراض سلمية.
وطالب ميرتس إيران بـ"وقف فوري للقصف ضد الأهداف المدنية في إسرائيل"، محذراً في الوقت نفسه من أي تصعيد إقليمي إضافي قد يُخرج الوضع عن السيطرة.
وقال لوران شوفالييه، أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات السياسية بالعاصمة الفرنسية باريس، إن "ما نشهده ليس مجرد صراع إقليمي"، موضحاً "أن أوروبا تعلم من تجارب سابقة أن الاستقطاب الطائفي والديني المرتبط بهذا النوع من النزاعات يمكن أن ينعكس على مجتمعاتها متعددة الثقافات".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "احتمال حصول اعتداءات رمزية أو إرهابية على مؤسسات يهودية أو حتى مصالح إسرائيلية على الأراضي الأوروبية أصبح واقعيًا، لذلك تأتي الخطوة الألمانية كإجراء وقائي مدروس".
وبيّن شوفالييه، وهو متخصص في الأمن الأوروبي والسياسة الخارجية، "أن تصعيد المواجهة بين إيران وإسرائيل لا يهدد فقط استقرار الشرق الأوسط، بل يُنذر بارتدادات داخلية خطيرة على المجتمعات الأوروبية متعددة الهويات".
وذكر أن "ألمانيا تدرك أن المؤسسات اليهودية قد تتحول إلى أهداف رمزية لهجمات انتقامية، سواء من عناصر متطرفة محلية أو خلايا خارجية نائمة".
ومضى شوفالييه قائلًا: "كما أن استيراد الصراع إلى الداخل الأوروبي قد يغذي خطابات الكراهية والانقسام، ويزيد استقطاب الجاليات العربية واليهودية، وهو ما تحاول برلين استباقه بتدابير أمنية مشددة".
من جانبها، قالت كلير مونتيه، الباحثة الفرنسية في "مركز الدراسات الأمنية والدفاعية" التابع لمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، إنه "من غير المستبعد أن يُستغل هذا الصراع في بروباغندا الجماعات المتطرفة داخل أوروبا، مما يهدد بزيادة التوترات داخل الجاليات، ويعزز مناخ الانقسام السياسي".
وأضافت لـ"إرم نيوز" أن المواجهة بين طهران وتل أبيب لها القدرة على تصدير الفوضى إلى مدن أوروبية إذا لم يتم احتواؤها بسرعة.
ورأت مونتيه أن "الإجراءات الألمانية ليست مبالغة، بل هي انعكاس لواقع أمني حساس، التهديد لا يتمثل فقط في احتمال تنفيذ عمليات ضد مؤسسات يهودية، بل أيضًا في تزايد التوتر المجتمعي، وانتشار المظاهرات أو الاحتكاكات بين أنصار الطرفين داخل أوروبا".
وأشارت إلى "أن هناك مخاوف واضحة من أن تتحول العواصم الأوروبية إلى ساحات مواجهة غير مباشرة، سواء من خلال الهجمات السيبرانية، أو الحملات الإعلامية، أو حتى أعمال العنف العشوائي، كما حدث سابقاً بعد حرب غزة في 2021".
وتأتي الإجراءات الألمانية بعد حوادث سابقة استهدفت معابد ومراكز ثقافية يهودية في أوروبا، ومع تصاعد التحريض عبر الإنترنت، خصوصاً من جهات محسوبة على "محور المقاومة"، تحاول ألمانيا ودول أوروبية أخرى سد الثغرات الأمنية قبل فوات الأوان.
وتعد خطوة ألمانيا تحذيراً مبكراً بأن أوروبا ليست بعيدة عن نيران التصعيد الإيراني الإسرائيلي، كما أن تحول الصراع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، أو استخدام أطراف ثالثة للعبث بالأمن الداخلي في أوروبا، قد يقلب التوازنات السياسية والاجتماعية، ويعيد رسم حدود الأمن القومي الأوروبي في ظل اضطراب عالمي متسارع.