اعتبرت مجلة "نيوزويك" أن إلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقود شركة إيلون ماسك "سبيس إكس" قد يدفع الولايات المتحدة إلى التقرب من روسيا.
وأشارت إلى أنه في ظل تهديد الرئيس ترامب بإلغاء عقود "سبيس إكس" الحكومية وسط خلاف مع إيلون ماسك، فإن خطوة ترامب قد تجعل الولايات المتحدة تعتمد على روسيا في عمليات الإطلاق والوصول إلى الفضاء.
وفي حين تتمتع شركة ماسك بتكامل عميق مع الأمن القومي الأمريكي وبرنامج الفضاء، أقامت "ناسا" و"سبيس إكس" واحدة من أهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال استكشاف الفضاء الحديث، بعد أن حصلت "سبيس إكس" منذُ عام 2015، على عقود مع "ناسا" تجاوزت قيمتها 13 مليار دولار.
قال كلايتون سووب، نائب مدير مشروع أمن الفضاء الجوي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "تُعد سبيس إكس بالغة الأهمية للأمن القومي الأمريكي وناسا"، مبيّنًا أنه في حال إنهاء العقود، "ستضطر ناسا مجددًا إلى اللجوء إلى روسيا للوصول إلى محطة الفضاء الدولية والانطلاق منها".
وذكرت المجلة أنه جرى اختيار "سبيس إكس" في عام 2014، لتقديم خدمات إطلاق رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية من خلال تطوير مركبة "كرو دراغون"، وهي كبسولة تنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى مهامها التشغيلية.
ولا تملك "ناسا" أي وسيلة أخرى للوصول بشكل مستقل من وإلى محطة الفضاء الدولية بدون "سبيس إكس"، على ما أوردت المجلة.
واستبعد سكوت هوبارد، المدير السابق لمركز أبحاث "أميس" التابع لـ"ناسا"، وأول مدير لبرنامج المريخ ومؤسس معهد علم الأحياء الفلكية التابع لـ"ناسا"، أن تتحقق تهديدات ترامب، مُضيفًا أنه "لا يوجد بديل لمجموعة "إف 9 دراغون" في الوقت الحاضر.
وأشار إلى أنه من دون التعاون مع موسكو ومحاولة الحصول على المزيد من رحلات "سويوز" الروسية، وهي مركبة فضائية تُوفّر النقل المأهول إلى محطة الفضاء الدولية، سيبقى رواد الفضاء عالقين على متن محطة الفضاء الدولية.
بدوره قال بنجامين ل. شميت، الزميل البارز في قسم الفيزياء والفلك بجامعة بنسلفانيا، إن رحلات "سبيس إكس" المأهولة في عام 2020 تُمثّل "إنجازًا كبيرًا في استقلال الولايات المتحدة عن مركبة "سويوز"، التي كانت "ناسا" تدفع للكرملين لنقل روادها إلى المدار منذ تقاعد مكوك الفضاء قبل عقد من الزمن".
وأشار إلى أنه في حال إنهاء العقود، "سيُشكّل ذلك ضربة موجعة لمصالح الأمن القومي الأمريكي".
ويتفق خبراء أمريكيون، وفقًا للصحيفة، على أن ماسك يحتكر هذه الصناعة، إذ إنه مسؤول عن نقل الأشخاص الرئيسين وإطلاق أكثر من 90% من الأقمار الصناعية الأمريكية إلى الفضاء.
ورغم أن شركات مثل "بلو أوريجين" و"بوينغ"، المملوكة لجيف بيزوس، تشارك أيضًا في رحلات الفضاء، إلا أنها لا تعمل بنفس قدرة "سبيس إكس"، ولا تحمل نفس عدد ونوع العقود الحكومية.
ونوهت المجلة إلى أنه نظرًا لطبيعة الخلافات المتقلبة بين ترامب وماسك، يبقى من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيحاول إلغاء العقود القائمة أو الحد من الصفقات المستقبلية، أو ما إذا كان ماسك قد يسحب سبيس إكس من التزاماتها الحكومية تمامًا.