logo
العالم

خلف المجاملات الدبلوماسية.. قلق أوروبي بعد تنصيب ترامب

خلف المجاملات الدبلوماسية.. قلق أوروبي بعد تنصيب ترامب
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامبالمصدر: رويترز
22 يناير 2025، 4:42 ص

بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه رسميًا، يوم الإثنين، فُتحت حقبة جديدة من عدم اليقين في مستقبل التعاون الاقتصادي والسياسي بين أوروبا وأمريكا، حيث يثير برنامج الرئيس مخاوف الاتحاد الأوروبي.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، جميعهم هنأوا ترامب على إعادة انتخابه، لكن خلف المجاملات الدبلوماسية التقليدية، ربما تكون نتائج الانتخابات الأمريكية، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قد سببت بعض القلق للأوروبيين.

أخبار ذات علاقة

إيلون ماسك

بعد تنصيب ترامب.. وزراء إسبان يغادرون "إكس" لهذا السبب (صور)

 

فرحة استثنائية

ووفقًا لموقع "Toute l'Europe" النسخة الفرنسية، فإن عودة ترامب لم تفرح قادة هذا الجانب من المحيط الأطلسي، باستثناء البعض، مثل رئيسي وزراء المجر فيكتور أوربان، وسلوفاكيا روبرت فيكو، المعروفين بتوجهاتهم الاستبدادية، وربما رئيسة مجلس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وفي صيف 2024، أنشأت المفوضية الأوروبية "فريق عمل" للتخطيط للرد على القرارات التجارية المحتملة من ترامب ونائبه جيمس ديفيد فانس. وفي الوقت نفسه، تحدث ماكرون وشولتس، في 6 نوفمبر الماضي عن مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، في نفس اليوم الذي عقد فيه اجتماع سفراء الدول الـ27 الأعضاء لتحليل تبعات الانتخابات الأمريكية.

فتغيير القيادة في أكبر قوة اقتصادية عالمية يجعل الأوروبيين أكثر حرصًا في مواجهة الشكوك التي تفتحها الولاية الثانية لترامب.

 

زيادة الرسوم الجمركية

من غير المبالغة القول إن الولايات المتحدة تمثل شريكًا تجاريًا أساسيًا للاتحاد الأوروبي، فواشنطن هي الزبون الأول للاتحاد الأوروبي، حيث تستوعب 20% من صادراته، كما أن الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثانية بعد الصين بالنسبة إلى الواردات الأوروبية.

وجعل ترامب من الصين خصمه الرئيس، لكن في مجال التجارة، استهدف أيضًا الاتحاد الأوروبي، حيث وصفه بأنه "صين صغيرة" وقال: "إنهم لا يأخذون سياراتنا، ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية، ولا يأخذون أي شيء".

وعلى الرغم من أن أوروبا تظل شريكًا اقتصاديًا مهمًا، فإن الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري مع الاتحاد الأوروبي، حيث يصدر الأوروبيون أكثر مما يستوردون من الولايات المتحدة.

 

ولعكس هذا الاتجاه، يخطط ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية على جميع المنتجات المستوردة، من خلال فرض ضريبة تتراوح بين 10 إلى 20% على السلع المصنوعة في الخارج، وهذا يثير قلق الدول الـ27، بدءًا من ألمانيا، التي تعد الولايات المتحدة شريكها التجاري الأول، حيث تصدر سياراتها ومنتجاتها الصيدلانية عبر المحيط.

وبالنسبة لفرنسا، تعد العلاقات مع واشنطن حاسمة أيضًا، ووفقًا لأرقام الخزانة، وصل تبادل السلع والخدمات بين فرنسا والولايات المتحدة إلى مستوى تاريخي في 2023 (153.1 مليار دولار). كما تمثل فرنسا خامس أكبر مستثمر في الخارج عبر المحيط، بينما تحتل الولايات المتحدة المركز الأول في الاتجاه المعاكس.

وستؤثر الرسوم الجمركية الإضافية على القطاعات التي تتمتع بصادرات مهمة، مثل صناعة الطيران والكيمياء، وكذلك النبيذ، الكونياك، والمشروبات الكحولية الفرنسية الأخرى، التي يهدد بعضها بالفعل تحقيقًا تجاريًا في الصين.

أخبار ذات علاقة

علم الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي يعلق على إعلان ترامب فرض رسوم جمركية

 

زيادة النفقات العسكرية

لا يظهر كلمة "أوروبا" سوى مرة واحدة في برنامج ترامب-فانس، وذلك للتطرق إلى موضوع النفقات العسكرية، "سيعمل الجمهوريون على تعزيز التحالفات مع التأكد من أن حلفاءنا يلتزمون بمسؤوليتهم في الاستثمار في دفاعنا المشترك وإعادة السلام إلى أوروبا"، كما ورد في الوثيقة المكونة من 16 صفحة.

ومنذ سنوات، ينتقد ترامب الدول الأعضاء في حلف الناتو، متهمًا إياها بالتقاعس عن الاستثمار في الدفاع والاعتماد على المظلة الأمريكية، ولطالما ألقى ترامب اللوم عليها لعدم تحقيق الهدف المتمثل في تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي على النفقات العسكرية، وهو الهدف الذي تم تحديده في 2006.

وفي 7 يناير 2025، أعلن أن أعضاء الحلف يجب أن يزيدوا ميزانيتهم الدفاعية إلى 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي.

 

مستقبل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

وتعد الحرب بين أوكرانيا وروسيا من الموضوعات الكبرى التي تشغل الأوروبيين، وحذّر ترامب عدة مرات من أنه ينوي إجراء مفاوضات مع موسكو، متوعِدًا بـ "إنهاء الحرب في أوكرانيا في 24 ساعة".

ومع ذلك، اعترف مستشارو ترامب، مؤخرًا، بأن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا قد تستغرق عدة أشهر، مما يضر بهذا الوعد الانتخابي.

ويريد الرئيس الأمريكي الجديد إجبار نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على بدء محادثات سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة من خلال ربط المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لكييف، والتي تبلغ، حاليًا، 57 مليار يورو.

أخبار ذات علاقة

ترامب خلال توقيع أوامر تنفيذية

استطلاع: 62% من الفرنسيين قلقون من ولاية ترامب الجديدة

 

المناخ

ويعد انتخاب دونالد ترامب تراجعًا في السياسة المناخية، في وقت تعد فيه الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم بعد الصين، ويهدف ترامب إلى زيادة إنتاج الطاقة من المصادر الأحفورية من خلال تشجيع الحفر، وبناء خطوط أنابيب جديدة.

 

التوترات السياسية

وبعد إعادة انتخاب ترامب، قال ماكرون، في 7 نوفمبر 2024: "يجب أن نؤمن بسيادتنا واستقلالنا الاستراتيجي"، معبرًا عن القلق الأوروبي من عودة ترامب.

وتصعد تصريحات ترامب،مثل تهديده بشراء غرينلاند، التوترات بين واشنطن وبروكسل.

وفيما يخص الحرب في الشرق الأوسط، فإن كلاً من ترامب وبايدن ادَّعيا الفضل في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ولكن مواقفهما بشأن حل الدولتين تتناقض مع سياسات الاتحاد الأوروبي، كما أن سياسات ترامب تجاه أوكرانيا قد تعمّق الخلافات بين الدول الأوروبية حول دعم كييف.

التوترات السياسية ستزداد، حيث تبرز الخلافات في قضايا التجارة، الأمن السيبراني، وتنظيم القطاع الرقمي، مما يعقد العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC