قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، تقترب أكثر فأكثر من تحالف استراتيجي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ الأمر الذي يعيد تحديد الديناميكيات السياسية عبر الأطلسي.
وأوضحت الصحيفة أن "هذا التقارب، الذي يتمثل بتقارب أيديولوجي واضح بين ميلوني الشخصية البارزة في اليمين المتطرف في إيطاليا، والرئيس ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل إيطاليا في أوروبا وعلاقاتها مع الولايات المتحدة".
ولفتت إلى أن "ميلوني حاولت في بداية ولايتها عام 2022، التي كانت في الماضي معارضة شديدة للاتحاد الأوروبي ومعجبة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طمأنة شركائها الأوروبيين والولايات المتحدة من خلال إظهار دعم ثابت لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي".
وبحسب التقرير، فإن "هذا الموقف عزز العلاقة مع واشنطن، ولا سيما مع إدارة بايدن، إلا أنه في عام 2025، تغير السياق السياسي، وأصبحت "القيود الخارجية" التي فرضتها بروكسل وواشنطن أقل تأثيرًا على ميلوني".
وأكد أنها تتجه الآن بشكل أكثر وضوحًا نحو تحالفات تتجاوز المحور التقليدي بين أوروبا والولايات المتحدة.
وأكد التقرير أن التحول الكبير في رئاسة ميلوني يتمثل في تقاربها مع دونالد ترامب وحلفائه، ولا سيما إيلون ماسك.
وأضاف: "بعد لقائها بترامب عدة مرات، يبدو أن ميلوني قد وجدت مكانًا مميزًا في شبكة اليمين المتطرف العالمية، التي يدعمها ماسك".
وشدد تقرير الصحيفة الفرنسية على أن "ماسك من خلال رؤيته التكنولوجية والاقتصادية، أصبح حليفًا استراتيجيًا للزعيمة الإيطالية التي تشارك مخاوفه من اللوائح البيئية ودعمه لرؤية محافظة للمجتمع".
وأوضحت "لوموند" أن المفاوضات بين الحكومة الإيطالية وشركة "سبيس إكس" لاستخدام جهاز ستارلينك تكشف عن تقارب قد يعزل إيطاليا أكثر داخل الاتحاد الأوروبي، مما يشير إلى انفصال عن الطموحات الأوروبية بشأن الاستقلالية الاستراتيجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "ميلوني تركز على الدفاع عن المصالح الوطنية الإيطالية، بعيدا عن العلاقات الدولية، فهي تنتقد بشكل علني النخبوية الأوروبية والقيادة الفرنسية، بينما تروج لرؤية إيطاليا قوية ومستقلة".
وذكرت أن "هذه القومية تتداخل مع حرب ثقافية ضد ما تصفه بـ "فيروس اليسار" ودفاع عن الحضارة الغربية، وهي قضايا مشتركة مع ترامب وماسك".
وأردفت: "كما أن السياسات المتعلقة بالهجرة والأمن تشكل جزءًا أساسيًا من سياستها، مع دعم واضح لقوات الأمن ومعارضة لتدخل وسائل الإعلام والقضاء".
وشدد التقرير على أن تقارب الأفكار بين ميلوني وترامب وماسك يتجاوز مجرد الاتفاقات الثنائية، إنه يشكل جزءًا من رؤية أوسع لنظام دولي مناهض للمؤسسات القومية، قد يعيد تحديد التوازنات السياسية في أوروبا والولايات المتحدة.
وفي حال اختارت ميلوني تعزيز روابطها مع ترامب وماسك، فإن إيطاليا قد تلعب دورًا مركزيًا في مشروع سياسي عبر الأطلسي، قد يعيد تشكيل الديناميكيات الجيوسياسية ويواجه المعايير الأوروبية.
وخلص التقرير إلى القول إن جورجيا ميلوني، تبدو على الرغم من تأكيدها على القومية الإيطالية، أنها تبتعد تدريجيًا عن التيار الأوروبي لتقترب من تحالف استراتيجي مع دونالد ترامب وإيلون ماسك.
وتابع: "قد يغير هذا التحول ليس فقط السياسة الداخلية الإيطالية، ولكن أيضًا دورها على الساحة الدولية، ولا سيما في أوروبا وعلاقتها بالولايات المتحدة".
