ندد الاتحاد الأوروبي بـ"الاستفزاز الروسي"، بعد أن أسقطت بولندا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" طائرات مسيّرة دخلت مجالها الجوي خلال هجوم شنته موسكو في غرب أوكرانيا الثلاثاء.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: "نواجه استفزازا واسع النطاق ومستعدون لصده. الوضع خطير ولا شك في أنه يتعين علينا الاستعداد لمختلف السيناريوهات".
يأتي ذلك في وقت أفاد به، متحدث باسم حلف شمال الأطلسي في منشور على منصة إكس بأن الناتو يجري مشاورات عن كثب مع بولندا بعد أن أسقطت طائرات مسيّرة دخلت مجالها الجوي خلال هجوم روسي في غرب أوكرانيا.
وأضاف المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي أن الأمين العام للحلف مارك روته "على اتصال بالقيادة البولندية".
وأكد أن سفراء الحلف يعقدون صباح الأربعاء اجتماعا دوريا "وسيناقشون ردّ الحلف على المسيّرات التي اخترقت أجواء بولندا خلال الليل".
بدوره، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الحادثة "سابقة خطيرة لأوروبا".
وقال زيلينسكي: "لم يكن الأمر مجرد مسيّرة (من طراز) شاهد يمكن أن نقول إنها حادث، بل ما لا يقل عن ثماني مسيّرات هجومية كانت موجهة نحو بولندا"، معتبرا أن ذلك يمثل "سابقة خطرة لأوروبا".
وفي أوروبا، أكد رئيس مجلس التكتل، أنطونيو كوستا، أن لبولندا الحق الكامل في اتخاذ ما يلزم للدفاع عن سيادتها، بعد الانتهاك الروسي الأخير لمجالها الجوي.
كما رأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الحادثة تبرز الحاجة إلى استقلالية أوروبا في إطار "نظام عالمي جديد"، مشددة على أن الأمن الأوروبي لا يمكن أن يبقى رهينًا للظروف الدولية.
من جانبها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن ما جرى في بولندا يمثل "أخطر انتهاك روسي لمجالنا الجوي منذ بداية الحرب"، محذرة من تداعياته على أمن القارة.
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالحادثة "غير مقبولة إطلاقًا"، كما دعا "موسكو إلى وقف الهروب إلى الأمام".
وجدد الرئيس الفرنسي على منصة "إكس" تأكيده على تضامن فرنسا الكامل مع الشعب والحكومة في بولندا، مشيرا إلى أنه سيتباحث قريبا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته بشأن التطورات.
وأكد ماكرون أن بلاده وحلفاءها "لن يساوموا على أمن دول الناتو"، مشددًا على ضرورة الرد الموحد لحماية سيادة أراضي الدول الأعضاء.
وفي ليتوانيا، أبدى وزير الخارجية كيستوتيس بودريس تضامن بلاده الكامل مع بولندا، مؤكداً أن الانتهاكات الروسية المتكررة لأجواء حلف الناتو تشكل تهديدا مباشرا لأمن السكان والبنية التحتية الحيوية في أوروبا الشرقية.
وسبق لطائرات مسيّرة أو صواريخ أطلقتها روسيا منذ بدء الحرب في مطلع العام 2022، أن اخترقت المجال الجوي لدول منضوية في حلف شمال الأطلسي. لكن لم يسبق لهذه الأطراف أن أعلنت إسقاط أجسام كهذه.
